
لا ينكر أحد أن السنغال دولة مثالية في الوعي الديمقراطي، والتعايش السلمي، ومثالاًحيًّا في الحريات العامة ، سواء في التعبير، أو ممارسات الشعائر الدينية، أو من لا دين لهم، و إن كان مجتمعا منفتحا مع ذاته، ومع الآخر فإن ذلك لم يمنعه من أن يأخذ نصيبا من التصوف بشكل عميق، ورغم التعدد الإثني، والديني، تبقى السنغال دولة مؤسسات في قارة، الفقر، والأنظمة التسلطية، القارة الإفريقية.
نجاح تجربة السنغال في الديمقراطية، والتعايش الأهلي يعود الى مسألتين إثنتين هما :
1- ابتعاد الجيش عن السلطة و حياديته التامة.
2- غياب التأثير القبلي في المشهد السياسي في هذه الدولة خلافا لمعظم الدول الإفريقية و العربية على حد سواء.
وتأتي نتائج إنتخابات 24 من شهر فيفري صفعة حقيقة للديمقراطية في هذا البلد الذي دأب على إعطاء المثال الحي للتنافس الإيجابي مع الخصوم.
إن النسبة الصاروخية التي فاز بها الرئيس المجدد للعهدة الرئاسية البرفسور ماكي صال تشتم في ثناياها عوامل مخلة بالعملية الديمقراطية فنسبة 57- 58% أقرب هي الى نتائج الحكم والخصم التي ألفناها لدى الحكام العرب و الأفارقة الذين لم يبتعد ماكي صال عنهم في نفوذ وتملك عشيرته وسيطرتها على أهم المناصب الحيوية في السنغال وهو ما لم يحدث من قبل .
لقد تأفرق ماكي صال وتدكتر وخرج عن قواعد الحكم في السنغال القائم على حرية الرأي والتعبير و الشراكة الشريفة، فسجن الصحافة، والفنانين، والسياسيين، وملَّك فصيلته، وعشيرته، و فضلهم على باقي للسنغاليين أكثر من غيرهم...
على كل تبقى السنغال دولة سابقة على القارة السمراء في الإستقرار وحكم المدنيين للمدنيين، وحيادية المؤسسة العسكرية...
السنغال دولة إفريقية في ثوب أوروبي، أو دولة أوروبية في ثوب إفريقي .
إن اكتشاف الغاز الطبيعي على السواحل السنغالية، سيحدث ثورة إقتصادية كبرى وينقل البلاد الى مصاف الدول الصاعدة خاصة أن الشعب خلاق ويملك طاقة بشرية خارقة و ينعم بالأمن والإستقرار.