
في 9 من شهر دجنبر سنة 2011 احتفلت قرى تجمع التيشطيات في مقاطعة الركيز بتدشين شبكة مياه للتجمع الذي يضم عشرات القرى و آلاف السكان ؛ عبث المقاولون بالمشروع أخر نعمة ولوج السكان بالماء الصالح للشرب مدة أربع سنوات ؛ و بعد نضال قوي واحتجاجات متواصلة عند الوزارة ووكالة النفاذ الشامل و الرئاسة ؛ منح المشروع لمقاول آخر وفي 25نوفمبر من العام 2015 شاهد وزير المياه إبراهيم ولد امبارك آنذاك وطاقم وكالة النفاذ الشامل و ساكنة التجمع وقت التدشين خزان الشبكة يقذف خيوط المياه من الأعلى كالخراطيم التي يقذف بها المتظاهرون...
دشن المشروع على علاته، وبقيت معظم القرى لم تتحصل على المياه الصالحة للشرب بشكل دائم ، وذهبت حوالي مائة مليون أوقية ونيف من أصل 700 مليون أوقية مخصصة/تزويد 18 قرية في عموم البلاد بالمياه الصالحة للشرب ...
ويعود تأخر المياه عن القرى الى جملة من العوامل الفنية أهمها:
إقتناء أدنى شكل من الأنابيب، وضعف شبكة التوزيع، و ضعف الخزان المائي، وكان من المقرر أن يزود الخزان الرئيسي بالطاقة الشمسية منذ أكثر من سنتين ومازال ذلك مجرد حكايات تذكر في دهاليز وزارة المياه والصرف الصحي، ورسائل ووعود تمني بها بعثات وزارة المياه تجمع قرى التيشطيات وغيره من التجمعات الريفية.
في سبتمبر الماضي وصلت بعثة تقصي الحقائق، واستمعت من العارفين بمشاكل الشبكة عن الخسائر والمشاكل الفنية والخطوط الداخلية الناقلة للمياه، لكن وعودهم ظهر للعيان أنهم لم يوصلوها للوزارة؛ بل وذهب السكان ساخرا أنهم تركواها حيث كانوا يجلسون !
كما أن الحنفيات العمومية المخصصة للحيوانات لم تنجز في الأصل و هي مبرمجة في المشروع أصلا...
الآن بعثقة أخرى من قطاع المياه تعاين الشبكة من جديد اليوم 23/2/2019 ، مثلما يعاين الأحياء الأموات يتساءل سكان تجمع التيشطيات في مقاطعة الركيز هل ستنتهي معاناة قرى تبوك، والرباط، و بغداد، و العدالة، وظهر اندر، من العطش أم ستكون الزيارة كسابقاتها من زيارات بعثات وزارة المياه والتي في أغلبها الغرض منها الإستفادة " اليومية " وليس القضاء على آلام المواطنين و مشاكلهم وهذا تناقض بين مع سياسة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي أولى إهتماما كبيرا للسكان عموما والطبقات الأكثر هشاشة خصوصا في القرى النائية والتجمعات الريفية.
2 - حزام أخضر
في منتصف سنة 2015 وصلت بعثة من وزارة البيئة لقرية التيشطيات وقال رئيسها لأعيان القرية أن الغرض من الزيارة هو إقامة " حزام أخضر " يمتد على طول عدة كيلومترات أي من قرية " تبوك " غرب التيشطيات الى محاذاة " احسي تورجة " مسافة ثلاث كلوميتر الى الشرق من التيشطيات ، وقال رئيس البعثة أن عملية التشجير، وبذرها، ستبدأ قبل تساقط الأمطار أي قبل خريف 2015 و منذ ذلك الحين وسكان القرية ينتظرون " المشتلة " التي وعدت بها وزارة البيئة للحد من التصحر وغزو الرمال التي باتت تهدد عشرات المنازل بالسقوط ومع مرور خمس سنوات على الحزام الوهمي فإن ساكنة قرى تجمع التيشطيات يذكرون وزارتي البيئة والمياه والصرف الصحي أن خريف 2015 مضى ولم يعد و يذكرون وزارة المياه أن قرى التجمع لما تنتهي معاناتها من العطش رغم مرور رغم مرور ثمان سنوات على وضع حجر الأساس لمشروع شبكة المياه .
للتذكير فإن قرية التيشطيات وحدها من التجمع هي التي تجد المياه الصالحة للشرب بشكل شبه دائم .
أما الطاقة الكهربائية فإن جهات مطلعة خيبت آمال السكان من الحصول عليها في الآجال القريبة ورغم حجم القرى وكثافة سكانها فإنها لا تضاها بقرى أقل منها حجما توجد بها الطاقة الكهربائية وهذه القرى هي ملكلمراير ولكويسي وبوطلحاية شمال المقاطعة بل وجميع القرى التي تربط مقاطعتي الركيز/ بوتلميت.
