مالم يكن معهودا في المؤسسات الإعلامية الرسمية إحراج شخصيات حكومية في برامج حوارية على الهواء مباشرة طيلة ساعتين بتوجيه أسئلة استفزازية محرجة لم يألفها المتلقي إلا في القنوات الفضائية الحرة ما يطرح أكثر من سؤال في هذا الصدد:
هل الموريتانية مجسدة في إدارتها هذه تعمل على انتشال المشاهدين بالبرامج الحوارية المثيرة على غرار لقاء اليوم وحوار مع الحدث وأنا الشاهد في أمهات القنوات الفضائية الدولية أم تحاول أن تبعثر أوراق حزب الأتحاد من أجل الجمهورية الحاكم والأغلبية الداعمة بإبراز مكامن ضعفهم وأخطائهم طيلة العشرية المنصرمة وهو ما يشجع لاعبون جدد من داخل الأغلبية الحاكمة أن تتجرأ على المنافسة للرئاسيات القادمة ليوضح الى الأذهان أن المرشح الموحد للأغلبية لم يكن محل إجماع بقدرما هو مجرد وجهة نظر من تيار أو جناح من السلطة لا أقل ولا أكثر وبالتالي أستحدث البرنامج الإصلاحي للموريتانية لسبر أغوار ما تشهده الأغلبية الحاكمة من تصدع مستمر وبلبلة خاصة منذ أن أعلن الرئيس محمد ولد عبد العزيز وقف المبادرات الداعمة لمأمورية ثالثة واحترامه للدستور، إلا أن المحاورين للناطق الرسمي باسم الحكومة ورئيس حزب الأتحاد من أجل الجمهورية الحاكم السيد سيدي محمد ولد محم أصطدما بشخصية كاريزماتية قوية خطيب ومثقف من الطراز الأول أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه رجل مراحل وليس مرحلة واحدة، وأقل ما يمكن أن يقال عنه أيضا أنه " طارق عزيز " ثاني إنه السيد سيدي محمد ولد محم وزير الثقافة والصناعة التقليدية والأتصال.
على العموم الشكر موصول لقناة الموريتانية في حلتها الجديدة والشكر كذلك للسادة الزملاء المحاورين للوزير الذين أدارا الحلقة إدارة جيدة لا تخلو من مزاح بطعم الند بالند.