فلسطين..الشعب الذي إنتصر على " العالم " فعاقبه " العالم " - محمد ولد سيدي كاتب صحفي

ثلاثاء, 01/29/2019 - 01:37

فلسطين..الشعب الذي إنتصر على العالم فعاقبه العالم !!
ولما أدرك الشعب الفلسطيني زيف الوعود و أكاذيب المفاوضات من أوسلو الى مدريد والقاهرة سنين عددا ولم يجني إلا الخراب والتجزئة و تلف المزارع والحقول و تحطيم القرى وإغتصاب الأراضي تلو الأخرى والتناوب في الحروب مرة على الضفة الغربية ومرات أخرى على قطاع غزة سئم الوعود و " إنتصر على العالم " في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في 26 يناير 2006 فأختار حركة المقاومة الإسلامية حماس بمعدل 76 مقعدا من أصل 132 مقعدا والباقي لباقي الحركات و الفصائل الفلسطينية " لينتصر الشعب على العالم فيعاقبه العالم "! إنه الشعب الفلسطيني الذي لا يعرف الخنوع و الإنبطاح...
حوصر الشعب الفلسطيني أيما حصار بعد إنتخابات يناير رغم أنه كان في قفص لا لشيء سوى أنه عبر بصدق عن من يحمل همومه بعد أن أخفق فرسان " سلام الشجعان " أن يرسموا خريطة الدولتين وقبل أن يرحل الفرسان " ياسر عرفات " واسحق رابين " وتبقى فلسطين كرة من اللهب؛ فلا سلام أبرم؛ ولا وطن تحقق ؛ لكن الشعب المحاصر إنتصر على العالم؛ بقوة الإرادة ؛ وقوة العزيمة ؛ وقوة الصبر؛ إنتصر على العالم؛ لأن كل دول العالم المهيمن تريد له أن يستسلم فيأبى؛ و يريد منه الجيران أن ينحني فيرفض، مقاوما؛ بالجوع؛ والحصار الأقتصادي؛ وبالعجلات الحارقة؛ والسواويط؛ والخنادق، والعصي؛ الأطفال قبل الشيوخ؛ والبنات قبل الأمهات ...
عجيب هذا العالم يذكر بفيلسوف ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﺳﻤﻪ ‏« ﺩﻳﻮﺟﻴﻦ ﺍﻟﻼﺋﺮﺳﻲ ‏» حمل مصباحا في وضح النهار؛ فقالوا له مصباح في وضح النهار؟ قال هوكذلك لأرى الحقيقة التي تنكرون ... المقاومة أصبحت " إرهابا " حتى من الأشقاء العرب الذين تضايقوا من وعد بلفور المشؤوم؛ أما الغرب؛ وكل الغرب فإنهم هم الصم العمي قاتلهم الله أنى يؤفكون.
فلسطين..الشعب الذي" إنتصر على العالم فعاقبه العالم " براًّ و بحراً و جوًّا ؛ لكنه علَّم العالم؛ معنى الصمود و التحدي و المقاومة.