هو الشعب الموريتاني من جديد يصنع الحدث ويعبر بشكل لا لبس فيه عن حقيقة التماسك الأصيل بين مختلف مكوناته ليرسم في مسيرة التاسع يناير لوحة فنية جميلة تنادى لها الموريتانيون من كل حدب وصوب من أجل الوقوف بحزم لا يلين أمام دعوات التطرف وخطابات الكراهية ويعكس بذلك الشعب حقيقة التعايش التليد بين مختلف فئات مجتمعه الذي ظل على مر العصور وتقلبات التاريخ مجتمعا متماسكا يعيش في كنف وحدة اجتماعية ووطنية لا يعكر صفوفها لحظات تشنج عابرة لايمكن بأي حال من الأحوال تعميمها ليعيش بذلك المجتمع في انسجام تام يطبعه التآخي والمودة والتكافل يتقاسم أهله القيم ذاتها والعلاقات الثقافية المشتركة يجمعهم الدين والإباء يرتبطون بالتضحية والحب والدفاع عن هذا الوطن والذود عنه بالغالي والنفيس فتشكلت أبطال مقاومته من كافة فئات هذا المجتمع لتكون بذلك تلك النقاط مصدر قوة وتماسك حبا الله بها موريتانيا .
هذه الوحدة التي تواجه اليوم تحديات جسام بسبب الاستغلال السيء لحالة الانفتاح الإعلامي وبروز صفحات التواصل الاجتماعي حيث بدأت معها تطفو على السطح دعوات التحريض والكراهية وزرع بذور الفتنة والشقاق بين هذا الشعب الواحد المسلم المسالم المعتز بوحدته وانتمائه في محاولة بائسة ويائسة لزعزعة أمن واستقرار هذه البلاد الشيء الذي يستدعي من الجميع تضافر الجهود من أجل تعزيز مكاسب الوحدة والانسجام والاستثمار في تنميتها ومواجهة هذه التحديات والتصدي لها بقوة وحزم زيادة على العمل على تجذير روح التضامن بين أبناء هذا الوطن وتعميق الانتماء الوطني وزرع بذور المحبة والتسامح في هبة وطنية يعمل الكل من خلالها على صون الوحدة الوطنية والوقوف بشكل قاطع أمام خطاب الكراهية والتطرف ودعوات التفريق والتمييز العنصري الهادفة إلى تقويض السلم الاجتماعي وبث روح الكراهية والفتنة بين مكونات هذا الشعب .
الكاتب الصحفي :سيدي محمد بخي