
أيها الفريق.. يناير شهر العواصف !
من سوء حظ الرئيس السودانى عمر البشير أن ثورة الجياع بدأت شرارتها في شهر يناير مثلما بدأت قبل ذلك في سيدي بوزيد في نفس الشهر من سنة 2011 واختتمها المناضل الحقوقي عبدالناصر العويني في الأسبوع الأخير من شهر تساقط الطغاة بشارع الحبيب بورقيبة بن علي هرب !
وفي أم الدنيا مصر أرض الكنانة توالى سقوط الطغاة مثل توالي سقوط أوراق الخريف في الأسبوع الرابع من شهر عواصف التغيير يناير حيث أعلن الراحل عمرو سليمان عن تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم بعد أن استنفذ كل خياراته من استعطاف الشعب وتذكيره بحروب الأيام السبعة وسبعة وستون ومحاولة اغتياله دون أن يتلفظ بإغتيال الحرية والعدالة والبطالة والفساد الإداري الذي أنهك حكمه فكان ينبغي أن يكون مبارك و بن علي والقذافي عبر لأصحاب البزات العسكرية.
وبحكم الشراكة و العلاقات التاريخية الضاربة في القدم وعوامل الجغرافيا السياسية كان علي الفريق عمر البشير أن يستفيد من تجارب أضرابه ويترك عنه رقصة الدبكة مع الإبتسامة الخجولة التي تخلف وراءها عشرات الشهداء و مئات الإصابات وقبل أن يكون عبرة للآخرين على الفريق الراقص المبتسم أن يتذكر أنه يضحك كثيرا من يضحك أخيرا الحراك الشعبي قرب من اسبوعه الرابع وهو الأسبوع الذي علمتنا التجارب أن قوة الطغاة تتهاوى فيه وتصبح جزء من التاريخ و حكاية يرددها الأمهات لأطفالهم وقت السمر.