من الشعب للشعب..محمد ولد سيدي كاتب ومدون

الثروات الطبيعية لم تصبح هي مقياس الرفاه الأقتصادي ذلك زمن قد ولى ، فكم من دولة غنية بالثروات الطبيعية ومع ذلك فهي في ذيل القائمة كما هو الحال مع نيجيريا والعراق وليبيا وفنزويلا والكونغو الديمقراطية... بينما دولة سنغفورة الصغيرة بلا موارد طبيعية وبها عشرات القوميات والديانات المختلفة دخل الفرد فيها أكثر من دخل الفرد في دولة صناعية كاليابان وهي الأخرى قليلة الموارد الطبيعية حديثة النشأة بعد نكبة الحرب العالمية الثانية ..الإستثمار في العقول والأقتصاد المعرفي هما مقياس نهضة الشعوب والسؤال الذي يطرح نفسه هو :هل نحن على دراية بما فيه العالم اليوم مادمنا تتحدث عن العنصرية والفوارق الإجتماعية ونحتفل بأبجديات التنمية البشرية مثل فتح مدرسة أو نقطة صحية أو إقامة سد أو نحتفل بتعيين فلان ونأسف على إقالة فلان ومن فاز في حزب كذا ونقذف هذا ونشتم هذا و نشكر هذا وهو لا يعبؤ بنا لا لشيء إلا الطمع أو العاطفة والإنتصار لمن تربطنا بهم علاقة دم أو اتجاه سياسي.
إن من يعتمد على مصدر قوته من الخارج و مصدر سكنه من الخارج و مصدر عورته من الخارج عليه أن يتأمل في الثلث الأخير من الليل ويسائل نفسه هل نحو نسير مع الركب وإذا لم يكن كذلك فعليه أن يناجي ربه في مثل ذلك الوقت من الليل ويسأله عن مداومة الصحة والسلامة ونعمة الإستقرار على الأقل والتعايش السلمي.
استريحوا يا معارضة- استريحوا يا موالاة- استريحوا يا حقوقيون- استريحوا يا كتاب وصحافة " نحن " جميعا " في بداية المشوار! أتعلمون أن لوني المدح والهجاء انقرضا في المجتمعات التي تجولت في الفضاء وأصبحت تبحث عن حياة بديلة عن كوكب الأرض!!!!
لا للكراهية- لا للعنصرية- لا للخطاب المتطرف