ماذا يعني وصول الصين الى الجانب المظلم من القمر ؟ حسين مجدوبي

ثلاثاء, 01/08/2019 - 17:57

ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ 3 ﻳﻨﺎﻳﺮ / ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ 2019 ، ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻋﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﻣﺴﺒﺎﺭ ﻓﻀﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﻟﻠﻘﻤﺮ، ﻭﻫﻮ ﺣﺪﺙ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻳﺆﻛﺪ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ، ﻟﺘﻨﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺭﻳﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻞ ﺭﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺖ ﻗﺮﻭﻧﺎ .
ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺑﻞ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ ﻣﻌﺮﻓﻲ، ﻧﺠﺢ ﺍﻟﻤﺴﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ‏« ﺗﺸﻴﻨﺞ ﺇﻱ 4 ‏» ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺒﻮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﻟﻠﻘﻤﺮ، ﺣﻴﺚ ﻋﺠﺰﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻭﺳﺎﺑﻘﺎ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺒﻮﻁ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﺟﻮﺍﺋﻬﺎ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ .
ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﻫﺒﻮﻁ ﺍﻟﻤﺴﺒﺎﺭ ﻳﻌﺪ ﺗﺤﺪﻳﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ، ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺫﺍﺕ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﺮﻳﻖ ﺿﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﻧﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻛﻮﺍﺭﺙ ﻭﺃﻫﻮﺍﻝ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﻘﻘﺖ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ . ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔ، ﺑﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻬﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻭﺟﻴﺰ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻗﻬﺎ ﺑﺮﻛﺐ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ . ﻭﻟﻨﺴﺘﺤﻀﺮ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻭﻗﻌﺖ ﺧﻼﻝ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ / ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ، ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻓﻘﻂ، ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻳﺸﻦ ﺣﺮﺑﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺿﺪ ﺷﺮﻛﺔ ﻫﻮﺍﻭﻱ ﻟﻼﺗﺼﺎﻻﺕ، ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺗﻮﺭﻃﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺴﺲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ . ﻭﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻬﺎ، ﺗﻌﺪ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺎﺑﺎﻥ ﻭﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺗﺎﻳﻮﺍﻥ، ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺃﻭ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ، ﺃﻭ ﻣﺪ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺭﻏﻢ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ . ﻭﻣﻨﺬ ﺃﺳﺒﻮﻉ، ﻓﺎﺟﺄﺕ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﻡ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ، ﻭﻫﻲ ﻗﻨﺎﺑﻞ ﻏﻴﺮ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ، ﻭﻳﺘﻄﻠﺐ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻫﺎﺋﻼ، ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻂ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، ﺇﻻ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻳﻦ .
ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻓﺎﺟﺄﺕ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻨﺰﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻣﻨﻌﻄﻔﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻀﺎﺀ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺣﺪﺛﺎ ﺻﻴﻨﻴﺎ، ﺑﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﻦ ﻭﺯﻥ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﻘﻤﺮ ﺳﻨﺔ 1969 ، ﺃﻭ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻧﺎﺳﺎ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﺴﺒﺎﺭﺍ ﻓﻀﺎﺋﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ . ﻭﺳﺘﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﺟﺂﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺤﻄﺔ ﻓﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺄﻫﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻣﻴﺮ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ . ﻟﻘﺪ ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻝ ﻗﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻷﻭﺟﻪ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻭﺃﺳﺎﺳﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ . ﻭﺳﻴﺘﺰﺍﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ، ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺧﻼﻝ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺮﻭﻥ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺭﺍﺋﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﺑﻞ ﻓﻘﻂ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﻦ .
ﺗﻮﺟﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﻛﺘﺐ ﺑﺎﻟﻤﺌﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭﺭﻳﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ، ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﻤﺪﻩ، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴﻴﻴﻦ، ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﻣﺔ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ، ﺛﻢ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ . ﻟﻜﻦ ﺭﻏﻢ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻳﻦ، ﺗﻌﺪ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻻﻓﺘﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ، ﻓﻨﺴﺒﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﻔﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ‏« ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻭﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ‏» ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺳﻨﺔ .2006 ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻗﻮﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ، ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﺗﻬﺪﺩ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻫﻮ ﺩﻣﻘﺮﻃﺔ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﺗﺨﻴﻠﻮﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻵﻱ ﻓﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻟﻜﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻠﺜﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺃﻭ %80 ﺑﺪﻭﻥ ﻫﺎﺗﻒ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻭﺿﻌﺖ ﺭﻫﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺘﻮﺟﺎ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ . ﻭﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﺳﻮﺏ ﻭﻣﻌﺪﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﺑﻞ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻌﻮﺽ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﻚ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ، ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ .
ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮﻥ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﺼﻴﻦ، ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﻧﺪﻭﺍﺕ ﻭﻛﺘﺐ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﺒﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ، ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ . ﻭﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﻓﻴﻠﻤﺎ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺎ ﻭﻫﻮ 2012 ﻟﻠﻤﺨﺮﺝ ﺭﻭﻻﻥ ﺇﻳﻤﻴﺮﻳﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻔﻦ - ﺍﻟﻐﻮﺍﺻﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﺗﺼﻮﺭ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻘﺬﺕ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ .
ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻐﺮﺑﻲ