ويعتقدون أنهم وصلوا قمة الولاء الدعوة الى " مأمورية ثالثة " ، لا ، و مليون لا : لقد قصرتم في المطالب ! القمة إن كنتم صادقون و متحمسون هي :المطالبة بتغيير النظام السياسي للبلاد من نظام جمهوري الى نظام ملكي ، ، مطلق ؛ لا دستوري ، عندها تكون هناك أسرة البيعة ، و تحديد ولي العهد،والذي بإمكانكم أن تسموانه بما شئتم من الألقاب ، ولكن عليكم أن تكمموا أفواهكم، وتفتحوا صدوركم ، لكل المراسيم الملكية، ومن خالف منكم الرأي و أبدى رأيا مخالفا فإن السجن و الخطف و القتل و التنكيل وكل أشكال القمع هي مصيره ومصير من سلك سبيله في هذا الشأن.
لو كنت حاضرا يومها في قصر المؤتمرات لكان مطلبي التحول من النظام الجمهوري الى النظام الملكي وتغيير إسم الدولة الذي هو أقرب الى اللاتين منه الى الأسماء العربية أو الإفريقية.
مهلا أطر اترارزة لقد قصرتم في المطالب بدعوتكم الى مأمورية ثالثة و أنتم من بسط البساط الأحمر و بالغتم في مدح من قمع كل القوى السياسية و خرت له كل الجبابرة حتى قال شاعركم:
الخير جان بأمجيكم...واعليكم الشعب أتگان....وگول مرحب بيكم.....ذ الهون والهوك امعان
لن يغتر الرئيس محمد ولد عبد العزيز بمسرحيتكم هذه وهو القائل في كل مناسبة وفي كل خرجة إعلامية مع القنوات الفضائية الدولية والوطنية إنه لن يترشح الى مأمورية ثالثة حتى في مؤتمره الصحفي الأخير مع الرئيس السنغالي ماكي حيث مازحه قائلا: tu es parti avant moi
وذلك بعد مسرحية قصر المؤتمرات التي انتقلت رياحها - للأسف - الى باقي الولايات والمدن الداخلية.
إن المصالح الشخصية الضيقة هي القاسم المشترك لأولئك الذين يقفون وراء مثل هكذا مطالب فكل دول الربيع العربي التي تهاوت أنظمتها تعود في الأساس الى خرق دساتيرها وفرض سياسة أحادية لم يسمح بها واقع الحياة اليوم...لهذا الحد تعبث السياسة عندنا بالعدالة والنظام والأخلاق! يقول توفيق الحكيم.
إنني على يقين أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز سيفي بعده،مثلما أوفى به لآلاف الفقراء والمحتاجين فشيد الطرق وبنى المستشفيات الحديثة والجامعات وجلب المياه لمئات المدن والأرياف وفك العزلة عن الكثير من السكان...
إننا لعلى يقين أيضا أن هناك قرى ومدن و تجمعات وزراء و النواب 12 والعمد و الأمناء العامون والمدراء في اترارزة مازالت مؤسساتها التعليمية شبه مغلقة وبعضها يفتقر الى المياه وبعضها الآخر الى النقاط الصحية وبعضها تنهكه البطالة ويفتقر الى أبسط مقومات الحياة حتى التغطية على مستوى شركات الأتصال والكهرباء معدومة فحري بأطر اترارزة أن يثمنوا قرار رئس الجمهورية على وفائه بالعهد الذي قطعه على نفسه أمام الله والشعب والعالم وحري بمهم كذلك أن لا يتناسوا مطالب الجماهير التي انتخبتهم بالأمس وسيلاقونهم بوجوه أخرى غدا إن ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﺪﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﺍﻉ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ، وبالطبع يخدعون أنفسهم !لكنهم لا يشعرون ولو كان أطر الشرق هم السباقون الى الفكرة لقوبلوا بسهام حداد من النقد والأوصاف لكن المفاجئة هذه المرة أن حركة العصيان "المشرعنة " انطلقت شرارتها من معقل الرفض والولاء " اترارزة " مثلما كانت كانكوصة بداية لعاصفة غشت 2005 فيما يعرف حينها بثورة الجياع أو العودة الى النقطة الصفر...
أيها المنتصرون لذواتهم أتركوا القادة يطرقون طريق الرشاد، أتركوا الوطن يستريح من الإنقلابات البيضاء ،فمتى كان هناك تغيير في صيغة الحكم، وحركية الدولة، فإن التقدم لن يكون ماكانت هناك اضطرابات و مشاكل ، الإستقرار و التفاهم بين كافة القوى السياسية المختلفة هو وحده المنقذ والخيط الموصل للغايات و الأهداف السامية التي نطمح لها وإليها نسعى وهي التقدم والغنى و الأزدهار والعدالة والمساواة عندها نتخطى مقولة وطن " غني " و شعب " فقير " .