ﻻ ﺗﻐﻴﻴﺮ .. ﺇﻻ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻹﻗﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ
ﻟﻜﻞ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ، ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺮﻑ ﻻﻳﺼﻴﺐ ﺇﻻ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ، ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺧﺮﻑ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺧﺮﻑ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺑﺈﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺷﺎﺫﺓ ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻗﺪ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ، ﻭ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺈﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ ، " ﻓﺎﻟﻌﺴﻜﺮ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﺑﻞ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﻩ ﻓﻲ : ﺗﻜﻤﻴﻢ ﺍﻷﻓﻮﺍﻩ ، ﺃﺧﺘﻼﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ...
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺓ ﺃﺣﺰﺍﺑﻨﺎ ﺍﺻﻴﺒﻮﺍ ﺑﺎﻟﺨﺮﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺪﻋﻤﻬﻢ ﻟﻺﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻓﺈﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮ ﺭﻳﻦ ﺃﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ،ﻋﺪﻭﻯ ﺍﻟﺨﺮﻑ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ " ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻝ ﺍﺑﻨﻮ " ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺎﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ .
ﻟﻘﺪ ﻣﻠﻠﻨﺎ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻭﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﻣﺎﻧﻤﻠﻜﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻭﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺛﺮﻭﺓ ﺣﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﺭﺍﺿﻲ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺗﺤﺖ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ، ﻓﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻣﺜﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻝ ﺍﺑﻨﻮ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻟﻮ ﺑﺈﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﺃﻭ ﻣﺆﺷﺮ ﺳﻮﺍﺀ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﻭ ﻣﺎ ﺍﻟﻰ ﺫﺍﻟﻚ .
ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﺑﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻷﻗﺘﺮﺍﻉ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺴﺐ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻝ ﺃﺑﻨﻮ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﺒﺖ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺩﻋﻮﺗﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺮﺷﺢ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺃﻭ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻳﺨﻄﺊ ﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﻟﻠﺜﻌﻠﺐ ﺩﻳﻨﺎ ، ﻟﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﻟﻚ ﻭﺩﻓﻌﺖ ﺃﺛﻤﺎﻥ ، ﻭ ﻟﻌﻤﺮﻱ ﺳﻴﺪﻓﻊ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻝ ﺍﺑﻨﻮ ﻭﻣﻦ ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ .
ﺇﻥ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺎﻹﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺪ ﺧﻠﻮﺍ ﻣﺼﺤﺎﺓ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺭﺷﺪﻫﻢ .
ﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻫﻮ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ، ﻭﺑﻐﻴﺮﻩ ، ﻻﺗﺤﺪﺙ ﺗﻨﻤﻴﺔ ، ﻭﻻ ﺗﻘﺪﻡ ، ﻭﻻ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ .