ﺗﺮﺍﻓﻖ ﺻﺪﻭﺭ ﻣﺠﻠﺔ « ﺷﻌﺮ » ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻋﺎﻡ 1957 ﻭﻃﺮﺣﻬﺎ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ( ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﻼﻗﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ – ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎ ) ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﻟﻨﺸﺮ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻋﺮﺑﻴﺎ، ﻣﻊ ﻋﻼﻗﺔ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺗﻲ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ( ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺨﺎﻝ، ﺃﺩﻭﻧﻴﺲ، ﺧﺎﻟﺪﺓ ﺳﻌﻴﺪ، ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ، ﺟﺒﺮﺍ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺟﺒﺮﺍ، ﺃﻧﺴﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﺦ .(…
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻨﺎ : ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ، ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺃﻭ ﺭﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺩ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ « ﺭﺍﺋﺪﺍً » ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮﻯ، ﻭﻣﺎ ﻃﺮﺣﺘﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺠﻠﺔ « ﺷﻌﺮ » ﻣﻦ ﻃﺮﻭﺣﺎﺕ « ﺗﺤﺪﻳﺚ » ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺒﺮ « ﺍﻧﻘﻼﺏ » ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻳﻨﺎﻇﺮ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ( ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺼﻔﻪ ﺃﺩﻭﻧﻴﺲ ﺑـ » ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺘﻚ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺧﻠﺨﻠﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ .(«
ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺟﺰﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳّﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻋﻠﻰ « ﺗﺤﺪﻳﺚ » ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻃﺎﻏﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲّ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺛﻢ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ « ﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ » ﺃﺛﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﺸﺮﻩ ﻭﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ « ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﺔ » ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻣﻐﺮﺑﻬﻢ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺘﺒّﻊ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﻬﺬﺍ « ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ » ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ .
ﺗﺮﺍﻓﻘﺖ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺃﻧﻄﻮﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ، ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻹﻧﺸﺎﺀ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ﻣﻊ ﻧﺸﺎﻁ ﻓﻜﺮﻱ ﻭﺃﺩﺑﻲ ﻻﻓﺖ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺗﻪ ﺭﻭﺍﻳﺘﻴﻦ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ « ﻓﺎﺟﻌﺔ ﺣﺐ » ﻭ » ﺳﻴﺪﺓ ﺻﻴﺪﻧﺎﻳﺎ » ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻧﻘﺪ ﺃﺩﺑﻲ ﻭﻓﻜﺮﻱ ﻣﻬﻢ ﻫﻮ « ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ » ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﻋﺎﻡ 1942 ، ﻭﻧﺎﻗﺶ ﻓﻴﻪ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺁﺭﺍﺀ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺷﻌﺮﺍﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﺮﻳﺤﺎﻧﻲ ﻭﺷﻔﻴﻖ ﻣﻌﻠﻮﻑ ﻭﺧﻠﻴﻞ ﻣﻄﺮﺍﻥ ﻭﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﻫﻴﻜﻞ ﻭﻋﺒﺎﺱ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﻣﺘﻮﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﺭﺃﻱ ﺃﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺁﺭﺍﺀ ﻫﺆﻻﺀ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ « ﻏﻴﺮ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ، ﻭﺗﺸﺘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻳﺤﺮﻣﺎﻧﻚ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻋﻤﻮﻣﺎ، ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺧﺼﻮﺻﺎ، ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻦ » .
ﺳﺒﺐ ﺗﺨﺒّﻂ ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ، ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺳﻌﺎﺩﺓ، ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﻓﻬﻢ ﻋﺼﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺑﺎﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﺩﺏ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ﻭﻏﻮﺗﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺩﺭﺱ ﻭﺿﻌﻴّﺔ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻫﻲ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ، ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﺩﺏ، ﻭﺃﻥ « ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻳﻌﻘﺒﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺒﻪ » .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ 7 ﺳﻨﻮﺍﺕ : ﻟﻘﺪ ﺷﺠﻊ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺣﺴﻨﻲ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻓﻲ 31 ﺁﺫﺍﺭ ( ﻣﺎﺭﺱ ) ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﺣﺰﺑﻪ ﻋﻠﻰ « ﺗﻐﻴّﺮ ﺃﻭ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ » ﺷﺒﻴﻪ، ﻓﺠﺮﺕ ﻣﺮﺍﺳﻼﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ﻓﻲ 9 ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ( ﻳﻮﻧﻴﻮ ) ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻣﺨﺎﺑﺊ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﺠﺄ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺣﻴﺚ ﻣﻨﺤﻪ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻴﻌﻠﻦ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ « ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ » ﻓﻲ 1 ﺗﻤﻮﺯ ( ﻳﻮﻟﻴﻮ ) ﺣﻴﺚ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻓﺮﻕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻓﺮ ﻭﻣﻮﺍﻗﻊ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﺸﻠﺖ، ﻭﺗﺒﻌﺖ ﺫﻟﻚ ﺿﻐﻮﻁ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻭﺳﻌﻮﺩﻳﺔ ( ﻭﻗﺮﺽ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ (! ﺃﺩﺕ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺑﻌﺪ 5 ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ « ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ » ﻟﻴﻌﺪﻡ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﻌﺪ 3 ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ .
ﻟﻢ ﻳﻮﻗﻒ ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻲ ﻟﻔﻜﺮﻩ ﻭﺣﺰﺑﻪ، ﺑﻞ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺎ ﻭ » ﺩﻳﻨﻴﺎ » ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺎﺻﺮﻳﻪ . ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻛﺜﺮﺍ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺠﻴﺸﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ، ﻭﺳﺎﻫﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻡ ﻟﻤﻘﺘﻠﻪ ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ « ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ » ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﺟﺪﺍ ﻣﻊ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺳﺎﻣﻲ ﺍﻟﺤﻨﺎﻭﻱ ﻓﻲ 14 ﺁﺏ ( ﺃﻏﺴﻄﺲ ) ﻭﻣﻊ ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺣﺴﻨﻲ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺋﻪ ﻣﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ « ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﻭﻝ » ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻭﺇﻋﺪﺍﻡ ﺳﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻢ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻓﻲ 16 ﺗﻤﻮﺯ ( ﻳﻮﻟﻴﻮ ) .1951
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻟﻠﻔﻜﺮ « ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻲ » ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻃﺒﻊ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻣﺼﺮ ﺑﻄﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﻼﺣﻖ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﺤﻮﺭﺍﻧﻲ ( ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻻﺣﻘﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ) ، ﻭﺃﺩﻳﺐ ﺍﻟﺸﻴﺸﻜﻠﻲ، ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻀﻮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺳﻌﺎﺩﺓ .
ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻃﺒﻌﺎ ﺃﻥ ﺃﺛﺮ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﺣﺰﺑﻪ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻘﻠﺐ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎً ( ﺳﻨﺠﺪ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﺤﻮﺭﺍﻧﻲ، ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ، ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻴﻪ (! ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻲ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ؟
ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﻫﺒﻪ ﻭﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ، ﻓﺈﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻤﺤﺎﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﻛﻴﻮﺳﻒ ﺍﻟﺨﺎﻝ ﻭﻏﺴﺎﻥ ﺗﻮﻳﻨﻲ ﻭﻓﺎﻳﺰ ﺻﺎﻳﻎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺇﻋﻼﻣﻴﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺧﺼﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭﺗﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ « ﺍﻟﺰﻭﺑﻌﺔ » ﻓﻲ ﺑﻮﻳﻨﺲ ﺃﻳﺮﺱ ( ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻌﺎﺩﺓ ) ﻋﺎﻡ 1941 ﻋﻦ ﺧﻼﻓﻬﺎ ﻣﻊ ﺭﺷﻴﺪ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ( ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻱ ) ﻭﺇﻳﻠﻴﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﺎﺿﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺇﻧﻪ « ﻟﻤّﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ( ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻴﻦ ) ، ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﺟﻌﺔ، ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻼ ﺑﺪّ ﺃﻥ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻷﺩﺏ ﺃﻳﻀﺎً، ﻷﻧﻬﺎ ﺣﺮﺏ ﻛﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻴﺘﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻯ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮ » ، ﻣﻊ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺻﺮﻳﺢ ﻟﻠﻘﺮﻭﻱ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﻂّ ﻻ ﻳﺼﺢّ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻧﻔﺴﻪ « ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻟﺐ ﺍﻷﺳﺪ » .
ﻭﺣﺴﺐ ﺃﺩﻭﻧﻴﺲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺃﻧﻄﻮﻥ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻛﺎﻥ « ﺭﺟﻼ ﺳﺎﺣﺮﺍ » ، ﻭﺃﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﺃﺛﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﺑﺎﻟﻐﺎ، ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻭﻱ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻦ ﺃﻟﻘﻰ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﺣﺼﻞ ﺧﻼﻑ ﺍﻧﺤﺴﻢ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦ « ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ » ﺍﻟﻄﻼﺏ، ﻭﻫﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ .
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦ ( ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ) ﻭﺩﻭﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﺠﺬﺭﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺄﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ( ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ) ﻭﻓﺮﺽ ﻗﻴﻢ « ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ » ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻗﻴﺎﻡ ﺛﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻴﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟـ » ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ » ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻧﻘﺾ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺴﺮﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ( ﺍﻹﻟﻪ ﺗﻤﻮﺯ ﻭﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﻋﻨﺔ ) ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺄﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ( ﻋﺰﺭﺍ ﺑﺎﻭﻧﺪ ﻭﻭﻟﺖ ﻭﻳﺘﻤﺎﻥ ﻣﻊ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺨﺎﻝ ﻭﺳﺎﻥ ﺟﻮﻥ ﺑﻴﺮﺱ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻣﻊ ﺃﺩﻭﻧﻴﺲ ﺍﻟﺦ (… ، ﻭﻭﺻﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻃﻮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻭﻟﻺﺳﻼﻡ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻷﺳﺲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺴﺮﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﻴﻦ .
ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺕ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴّﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻻﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻧﻬﺎﻳﺎﺕ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ، ﺃﻣﺎ « ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ » ﻭﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻘﺪّﻣﺖ ﻣﺴﺎﺭﺍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻓﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺣﺎﺕ، ﻟﻜﻦ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻇﻠﺖ ﺷﺎﺋﻜﺔ، ﻭﻛﻤﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺍﺭﺗﻜﺎﺳﺎﺕ ﻋﺼﺎﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﺣﺼﻠﺖ ﺍﺭﺗﻜﺎﺳﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺨﺺّ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻋﻤﻮﻣﺎً، ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ، ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ – ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ، ﻓﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻳﺘﺨﺬ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﺗﻌﺮﺟﺎ ﻭﺗﻌﻘﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻟﻜﻦّ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﻣﺂﻝ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻲ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺭﺛﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺃﻣﺎ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻓﺄﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ