ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ - ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﻈﺎﻥ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ( 2 ) / ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﺠﺪ ﻭﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻢ
ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺮﻕ
ﻭﺿﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺤﺎﺻﺮﺓ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﻟﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ :
_ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻷﺭﻗﺎﺀ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻟﻠﺜﻮﺍﺏ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻟﻸﺟﺮ
_ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻤﻜﺎﺗﺒﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻙ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺒﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ
_ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺍﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺮﺣﻢ
_ ﺟﻌﻞ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻙ ﻋﺘﻘﻪ
_ ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﺮﻕ ﺇﺫﺍ ﺣﺮﺭ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻪ
_ ﺻﺮﻑ ﻣﺪﺍﺧﻴﻞ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻗﺎﺀ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺮﻕ
_ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻈﻬﺎﺭ ﻣﺜﻼ .....
_ ﺁﻣﻀﺎﺀ ﻋﺘﻖ ﺍﻟﻬﺎﺯﻝ
ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺁﻟﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺍﺕ
ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻗﺪﻭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﻣﺜﺎﻟﻬﻢ
ﺍﻷﺳﻤﻰ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻓﻌﻦ ﺟﻮﻳﺮﻳﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ :
ﻣﺎ ﺗﺮﻙ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ﻭﻻ ﻋﺒﺪﺍ ﻭﻻ ﺃﻣﺔ ﻭﻻ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺑﻐﻠﺘﻪ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﺳﻼﺣﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺻﺪﻗﺔ
ﻭﻛﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﺘﺠﻔﻴﻒ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺍﻟﺮﻕ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻵﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻃﺒﻖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺤﻮﻯ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﺇﻥ ﺃﻛﺮﻣﻜﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺗﻘﺎﻛﻢ ) ﺣﻴﺚ ﺯﻭﺝ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺍﻻﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﻴﺎﺕ ﻳﻨﺘﻤﻴﻦ ﻹﻋﺰ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻘﻮﺽ ﺑﺬﻟﻚ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻣﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺷﺮﻃﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎ ﺭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ( ﺳﻨﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺸﻴﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻻﺣﻘﺎ ) ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻟﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺓ ﻟﻠﺠﻴﻮﺵ ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﻳﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .....
ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﻋﺪﻝ ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﻬﺪﻑ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺃﻭﺻﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺮﻋﺔ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻣﻊ ﻣﺎ ﺻﺮﺣﺖ ﺑﻪ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻧﺠﺪ ﺁﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﺮﻗﺎﻕ ﻓﺈﻥ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﺍﻟﺮﻕ ﻭﺃﻗﺮﻭﻩ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻢ ﺫﻟﻚ ؟
ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺮﻕ :
ﺁﻥ ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ( ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ) ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻱ ﻭﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﺕ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺮﻕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ :
ﻟﻘﺪ ﺃﺳﺲ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﻨﻲ ﺃﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﺧﻄﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻱ
ﺃﺳﺲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﺪﻝ ﻭﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻫﻲ : ﺑﻌﺪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻙ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻧﺠﺪﻩ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﻋﻨﻪ ﻣﺤﻞ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﺎﻋﺘﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﺳﻘﻴﻔﺔ ﺑﻨﻲ ﺳﺎﻋﺪﺓ
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺃﺑﺄ ﺑﻜﺮ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺹ ﻷﻱ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ
ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻫﻮ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺗﻮﺭﻳﺚ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻃﻮﺭ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻤﺒﺪﺇ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺷﻜﻞ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻪ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃﻫﻮ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻘﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻭﻟﻦ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻄﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻱ ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺭﺳﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﺞ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﻭﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ.