ﺇﻫﺘﺰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺇﺧﺘﻔﺎﺀ ﺟﻤﺎﻝ ﺧﺎﺷﻘﺠﻲ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ﻭ ﻓﻘﺪ ﺍﻷﻣﻞ ﺑﺄﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺣﻴﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺘﺴﺮﻳﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ / ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ .2018 ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻝ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻛﺒﺮ : ﻟﻘﺪ ﺗﻤﺖ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻟﻢ ﺗﻘﻊ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﻃﻮﻻ ﻭﻋﺮﺿﺎ . ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻓﺎﺟﺄﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺘﺤﻮﻟﻬﺎ ﻹﻋﺼﺎﺭ ﻣﺪﻭ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﻭﺃﺑﻌﺪ ﻗﺎﺩﺓ . ﻓﻤﺎﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻠﻖ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻨﻬﺎﻳﺎﺗﻬﺎ؟
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﺳﻨﻜﺘﺸﻒ ﺑﺄﻥ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺇﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻷﻫﻢ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﺎﺭﻛﻮﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻠﻴﺒﻴﻦ ﺑﻴﻨﻴﻨﻮ ﺃﻛﻴﻨﻮﺍ ﻋﺎﻡ 1983 ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﺎﻩ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1980 ﻫﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻹﻋﺼﺎﺭ . ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﻴﻨﻮﺍ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻪ ﺍﻟﻔﻴﻠﻴﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻳﺎﻡ ﺃﺏ / ﺍﻏﺴﻄﺲ 1983 ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺴﻠﺢ ﻭﺻﻞ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﻘﺘﻠﻪ . ﻛﺎﻥ ﺑﺄﻣﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻪ ﻋﺼﺎﺑﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻚ ( ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺸﻚ ) ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺎﺭﻛﻮﺱ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻏﻴﺮ ﻛﻞ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﻭﺃﺛﺎﺭ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺣﻮﻝ ﺿﻠﻮﻉ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺘﺼﻔﻴﺎﺕ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻗﺘﻞ ﺑﻼ ﺭﺍﺩﻉ؟ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﺩﻯ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺃﻛﻴﻨﻮﺍ ﻹﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺇﺳﺘﻨﻜﺎﺭ . ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺘﺤﻮﻝ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﻣﻦ ﺭﺑﺔ ﻣﻨﺰﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻗﺎﺋﺪﺓ ﻷﻛﺒﺮ ﺣﺮﺍﻙ ﺷﻌﺒﻲ ﺳﻠﻤﻲ ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺣﻜﻢ ﻣﺎﺭﻛﻮﺱ . ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1986 ﺳﻘﻂ ﻣﺎﺭﻛﻮﺱ ﻭﻭﺻﻠﺖ ﻛﻮﺭﺍﺯﻭﻥ ﺃﻛﻴﻨﻮ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻤﻐﺪﻭﺭ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ . ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻴﺖ ﻛﻮﺭﻭﺯﻭﻥ ﺃﻛﻴﻨﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺮﺍﻛﻬﺎ ﺑﺄﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻧﺘﺸﺎﺭ ﺣﺮﺍﻛﺎﺕ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﺮﺍﻛﻬﺎ . ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻧﻘﺎﻃﺎ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﻣﺎﺭﻛﻮﺱ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ .
ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﺧﺮ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻡ .2010 ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺃﺣﺮﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺑﻮﻋﺰﻳﺰﻱ ﺇﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺀ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ . ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﺷﻲﺀ ﻣﺨﺘﻠﻒ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺮﻕ ﺑﻮﻋﺰﻳﺰﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ 17 ـ 12 ـ 2010 ﺗﺤﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻤﻨﺎﻓﺲ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ . ﻓﺠﺄﺓ ﺗﺴﺎﻭﻯ ﺑﺎﺋﻊ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺑﺔ ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻓﻘﺪ ﺇﻧﺪﻟﻌﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺗﻀﺎﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﺑﻮﻋﺰﻳﺰﻱ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ .
ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻨﻄﻖ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻤﻖ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ . ﻓﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺴﺠﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻮﺩ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ، ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻬﺮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻮﻑ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﻣﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ . ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺗﻜﺒﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺣﺎﻟﺔ ﻗﻤﻊ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﻄﺎﻉ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﺨﺒﻂ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻣﻨﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ .
ﻭﺗﻤﺜﻞ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻭﻭﺗﺮﻏﻴﺖ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻭﺩﻭﺭ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻮﺍﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻋﻦ ﺗﺠﺴﺲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻴﻜﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻳﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1971 ، ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮﺓ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩ ﻧﺸﻂ . ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﺩﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻹﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﺮﻳﻘﻪ ﻭﺳﺠﻦ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻧﺘﻬﺎﻛﻬﻢ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ .
ﻭﻣﻦ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﻗﻮﺓ ﺑﻞ ﻭﺑﻄﺶ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻭﺍﺧﺮ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ . ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺒﻄﺶ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ . ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻻﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻤﺖ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺼﺮ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻧﻮﺍﻋﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺍﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺇﻧﺘﻬﺖ ﻛﺪﻭﻟﺔ ﻭﻛﻨﻈﺎﻡ ﻭﺫﺍﺑﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻋﺒﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﺔ ﺇﻻ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﻇﻼﻣﻴﺔ .
ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻴﻎ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺎﺕ ﻭﺍﻹﻏﺘﻴﺎﻻﺕ ﻭﺇﺳﻜﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻐﺪﺭ . ﻛﻞ ﻛﺎﺗﺐ ﻭﺻﺤﺎﻓﻲ ﺑﻞ ﻛﻞ ﻣﺴﺮﺣﻲ ﻭﻣﻔﻜﺮ ﻭﺍﺳﺘﺎﺫ ﻭﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻳﻤﺘﻬﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﺎﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﺧﺎﺷﻘﺠﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺗﻠﻴﻪ، ﻟﻬﺬﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻻ ﻧﺴﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻈﻲ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻗﻮﺓ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ، ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺴﻮﺷﺎﻝ ﻣﻴﺪﻳﺎ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ . ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ، ﻛﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺗﻨﻘﻞ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ .
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ، ﻭﻫﻮ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺗﻐﻴﺮﺍ، ﻭﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ ﻭﻻ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﻭﻻ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺗﻤﻌﻦ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﺗﻮﺿﻊ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺠﻬﺮ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻊ ﺍﺧﻄﺎﺀ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻛﺈﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻭ ﺧﻄﻒ ﺍﻭ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﻬﺮ ﻳﺼﺒﺢ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻲ . ﻟﻢ ﺍﺭ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺟﻤﺎﻝ ﺧﺎﺷﻘﺠﻲ ﺳﻮﻯ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ . ﻟﻘﺪ ﺃﺣﻴﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻗﺘﻠﻪ ﻭﻭﺣﺸﻴﺘﻬﺎ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻟﻠﺨﻠﻴﺞ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﺣﻴﺖ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ﺻﻠﺒﺎ ﻣﻊ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻟﻘﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﻗﺼﺔ ﺟﻤﺎﻝ ﺧﺎﺷﻘﺠﻲ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺼﻔﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺳﻊ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ .