ﺟﺎﺀ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻳﺼﻮﻝ ﻭ ﻳﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭ ﻣﺪﺭﻳﺪ ﻭﺍﺳﺘﻮﻛﻬﻮﻟﻢ ﻭﺍﻓﻠﻮﺭﻳﺪﺍ ﻣﺪﺟﺠﺎ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﺭﺃﺳﻤﺎﻝ ﻣﻌﺘﺒﺮ ...

ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻻﻳﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻘﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ ،ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ،ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻋﺎﺟﺰ ، ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﺘﺄﻟﻖ ، ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﻣﺘﺮﺷﺢ ﻭﻣﺘﺮﺷﺤﺔ !. ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻸﺥ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻧﻪ ﻭﺟﺪ ﺍﺑﺎﻩ ﻣﺘﺮﺷﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭ ﻳﻮﺳﻒ ﻭ ﺯﻳﻨﺐ ﻭ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻭ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻨﻘﺴﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺷﺤﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻣﻮﺍﻟﻴﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻌﺎﺭﺿﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺢ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ، ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﺎ ﻓﻴﺔﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻳﺴﺎﻧﺪ ﺣﺰﺑﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻄﺮﺡ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻭﻟﻮ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﺣﺪ . ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻝ " ﺃﺣﻤﺪ " ﻫﻲ ' ﺑﻌﺪ ' ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻣﻦ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ، ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ، ﻭ ﺗﺮﻛﻴﺎ ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ،ﻭ ﻧﺎﻳﺮﻭﺑﻲ ، ﻭﺍﺩﻳﺲ ﺁﺑﺎﺑﺎ ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻝ " ﺃﺣﻤﺪ " " ﺭﻭﻣﺪﻱ " ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ ،ﺗﻔﺮﻍ ﺯﻳﻨﺔ ، ﻭﺻﻜﻮﻛﻮ ﻭ ﺳﻴﺘﺎ ﺍﺑﻼﺝ ﻓﻴﺸﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻠﻪ ﺻﺤﺒﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻳﻤﺮ ﺑﺎﻟﺤﻲ ﺩﺍﺭ ﺩﺍﺭ ، ﻭﺷﺎﺭﻉ ﺷﺎﺭﻉ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻓﻴﺰﻳﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﺪﻣﺎﺗﻪ ﻭ ﺁﻻﻣﻪ . ﺃﺣﻤﺪ ﻛﻴﻒ ﻟﺒﻠﺪ ﻏﻨﻲ ، ﻭﺷﻌﺐ ﻗﻠﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ، ﻻ ﺃﻗﺒﻞ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺣﻘﻴﻘﻴﻴﻴﻦ ، ﻻ ،ﻻ ، ﺃﻗﺒﻞ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺤﺘﺎﻟﻴﻦ ، ﻛﺜﺮ ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺤﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﺣﺒﺎ ﻟﻠﻮﻃﻦ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ، ﻭﺍﻹﺣﺘﻴﺎﻝ ، ﻻ ، ﻻ ﺃﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻨﺎ ، ﺳﺄﻋﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﻔﺎﻱ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭ ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻜﻲ ﺃﺟﺪ ﺫﺍﺗﻲ ، ﻓﻜﺮﻱ ، ﻋﻤﻠﻲ ... ﺧﺮﻭﺟﻲ ﺍﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺗﻠﻤﻴﺖ ﻭ ﺃﻻﻙ ﺧﻼﻝ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ، ﻭﺫﻫﺎﺑﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻳﻨﺸﻴﺮﻱ ﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﺑﺎﻟﻴﺄﺱ ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺒﺔ ، ﻛﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺟﺪﺑﺎﺀ ، ﺩﻭﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺪﻳﺮ ، ﻭﺍﻟﻄﻴﻦ ، ﻭﺍﻷﻋﺮﺷﺔ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ، ﻭﺧﻴﺎﻡ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭ ﺑﺤﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﻨﻘﻠﺔ ﻫﻨﺎ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ... ﻣﺎﻓﻴﺶ ﻧﺎﻃﺤﺎﺕ ﺳﺤﺐ ، ﻭﻻﻃﺮﻕ ﻓﻮﻗﻴﺔ ، ﻭﻻ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻟﻠﻌﻤﺎﻝ ، ﻭﻻ ﻣﺼﺎﻧﻊ ، ﻟﻢ ﺃﺷﺎﻫﺪ ﻫﺎﺗﻔﺎ ، ﻭﻻ ﺟﻬﺎﺯﺍ ، ﻭﻻ ﺛﻮﺑﺎ ، ﻭﻻ ﻓﺮﺍﺷﺎ ، ﻭﻻ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺻﻨﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻼﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻭ ﺍﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ... ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﺗﺠﺮ ﺃﺫﻳﺎﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ ؟ ﺳﺄﻋﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﺲ ، ﺳﺄﻋﻮﺩ ،ﺳﺄﻋﻮﺩ، ﻷﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻭﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﻞ ، ﺳﺄﻋﻮﺩ ﻷﺗﻘﺎﺳﻢ ﻣﻊ ﺃﺧﻮﺗﻲ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻷﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ .