ﻻ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺳﺎﻛﻦ،ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺻﻨﻮ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺗﻮﺃﻣﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻮﺕ }}}. ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺗﺤﺴﺒﻬﺎ ﺟﺎﻣﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺮ ﻣﺮَّ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃَﺗﻘﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ …{{{ }}} ﻭﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻔﺠﺮ ﻣﻨﻪ ﺍﻻﻧﻬﺎﺭ،ﻭﺍﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺸﻘﻖ ﻓﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ،ﻭﺍﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻬﺒﻂ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ .{{{ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﺬﺑﻞ ﻭ ﻻ ﺗﺘﺒﺪﻝ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﺭﺑﺎﻧﻲ ﻫﺒﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ . ﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ، ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ،ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ . ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺜﺎﺭ ﻧﻜﺘﺔ .
ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺷﺮﻁ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﺴﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﻫﺸﺎً ﺑﺎﻻﻣﺲ ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺜﺎﺭ ﻧﻜﺘﺔ . ﻣﺎ ﻻ ﺍﻓﻬﻤﻪ،ﺍﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺗﺴﻄﺤﺖ ﺛﻢ ﺗﻔﻠﻄﺤﺖ ﻭﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻧﻬﺎ ﻓﻘﺪﺕ ﺟﺪﺍﺭﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺯﻣﺎﻧﻬﺎ،ﻭﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺑﻮﺕ ﻻﻫﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺩﻓﻨﻬﺎ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻣﻨﻬﺎ، ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ، ـ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ـ ﺭﻏﻢ ﻓﺎﺳﺪﻫﺎ ـ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﻟﻬﺎ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻋﻨﻮﺓ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺸﻄﺎﺕ ﻭﻓﺎﺗﺤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﻹﻟﺘﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﺗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ . ﺍﻧﻪ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﺳﺘﺤﻮﺍﺫﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺸﺔ ،ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻴﺲ ﻟﻼﻓﻀﻞ ﺑﻞ ﻟﻤﻦ ﻟﻪ ﻣﺨﺎﻟﺐ ﺟﺎﺭﺣﺔ ﻭ ﺍﺳﻨﺎﻥ ﺣﺎﺩﺓ . ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻗﻊ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ، ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﻟﻮﺡ ﺧﺸﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﻭﺍﻥ ﻗﺬﻓﻪ ﺟﺜﺔ ﺗﺘﻨﺎﻭﺷﻬﺎ ﺍﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻘﺮﺵ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻟﺠﻲٌ .
ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺩ ﺣﺘﻰ ﺍﻥ ” ﻓﺮﺍﺧﻬﺎ ” ﺍﻛﺜﺮ ﻟﻌﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ . ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺗﻨﻜﻤﺶ ﻛﺴﺤﻠﻔﺎﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﺪﻓﺘﻬﺎ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﻘﻮَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ، ﺛﻢ ﻓﺠﺄﺓ ﺗﺘﻤﺪﺩ ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ،ﺍﻥ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻟﻠﺨﻄﺮ، ﻛﺄﺧﻄﺒﻮﻁ ﺑﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻻﺫﺭﻉ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ . ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻻﺩﻭﺍﺕ ﺍﺳﺘﺤﻮﺫﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻭﺍﻣﺘﻠﻜﺖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ،ﻓﺘﻜﺒﺮﺕ ﻭﺗﺠﺒﺮﺕ . ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ : ـ ﺍﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻳﺤﺮﺹ ﺍﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺧﻠﻔﻪ ﺫﻛﺮﺍً ﻃﻴﺒﺎً ﻟﻴﺜﻨﻲ ﺫﺍﻛﺮﻭﻩ ﻋﻠﻴﻪ،ﻻ ﺍﻥ ﻳﻮﺭﺙ ﺇﺭﺛﺎ ﺿﺨﻤﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺳﻤﻌﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﺗﺴﺘﺠﻠﺐ ﺍﻟﻠﻌﻨﺔ . ﻓﻴُﺬﻛﺮ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎً ﺑﺎﻥ : ـ ” ﻣﺄﻛﻠﻪ ﺣﺮﺍﻡ،ﻭﻣﻄﻌﻤﻪ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻣﺸﺮﺑﻪ ﺣﺮﺍﻡ،ﻭﻣﻠﺒﺴﻪ ﺣﺮﺍﻡ،ﻭﻏﺬﻱ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﻡ . ﺻﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ،ﻻ ﻳﺤﻔﻞ ﺑﺎﻟﺸﺘﻴﻤﺔ،ﻭ ﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﻭﺯﻧﺎ ﻟﻠﻘﻴﻢ ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻤُﺜﻞ ﻣﻦ ﺷﻴﻢ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ . ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﻟﻠﻌﺒﺚ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﻢ ﻭﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﻟﻠﺮﻳﺎﺿﺔ . ﻣﻮﻧﺪﻳﺎﻝ ﺭﻭﺳﻴﺎ،ﻓﻀﺢ ﺍﻟﺸﻠﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻜﺮﺓ،ﻭﻛﻴﻒ ﺗُﺸﺘﺮﻯ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺍﻏﺮﺍﻕ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ . ﺫﺍﺕ ﺭﺩﺡ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺮﺯ ﺍﺑﻄﺎﻟﻬﺎ، ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻧﺎﻓﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻻﻫﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮً ﻟﻴﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻓﺘﻀﺎﺡ ﺍﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ ﻳُﻠﻤﻊَّ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﺤﺮﻕ ﻣﻦ ﺗﻐﻀﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ . ﻓﻤﺎﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻭ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻟﻢ ﻳﺬﺭﻑ ﺍﺣﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻣﻌﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻼﻳﻴﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﻗﺔ ﻇﻠﺖ ﺧﻠﻔﻪ ﺗﻠﻌﻨﻪ .
}}} ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺩﺭﺝ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ {{{
ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﺎﻧﺒﺔ ﻟﻠﺼﻮﺍﺏ،ﻓﺎﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺗﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﻨﺨﺮ ﻋﻈﺎﻣﻨﺎ . ﻭﻧﺤﻦ ﺍﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺍﻟﻰ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ . ﻫﺬﻩ ﺍﻭﻟﻮﻳﺔ ﻋُﻠﻴﺎ ﻭﺣﻖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ . ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺮﺍﺿﻨﺎ ﻛﺎﻟﺒﻄﺎﻟﺔ،ﺍﻟﻤﺪﻳﻮﻧﻴﺔ،ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ،ﻋﺠﺰ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ،ﻣﻦ ﻟﺪﻥَّ ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻞ ﻭﻃﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ . ﺑﻼ ﻣﻮﺍﺭﺑﺔ، ﻧﻌﻴﺶ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺯﻫﻰ ﻋﺼﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻣﺤﺎﺻﺼﺔ ﻗﺒﻠﻴﺔ،ﻭﺍﺳﻄﺔ،ﻣﺤﺴﻮﺑﻴﺔ،ﺟﻬﻮﻳﺔ . ﻓﻤﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ، ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺿﺮ ﺍﻓﻀﻞ، ﻭﺣﻖ ﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺰﻫﺮ،ﻟﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻞ ﺍﻥ ﻳﺠﺄﺭ ﺑﺎﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ : ـ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺳﺮﻗﺖ ﺍﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻓﺎﻋﻴﺪﻭﻫﺎ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻣﻴﺔ . ﺍﻟﺤﺮﻣﻨﺔ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻣﻈﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ،ﻭﻫﺬﺍ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻬﺘﺎﺭ . ﺍﻟﻜﻞ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻪ ﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺍﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ .
ﺩﻟﻴﻠﻨﺎ ﻛﺸﻒ ﺍﺧﻄﺮ ﻗﻀﻴﺘﻲ ﻓﺴﺎﺩ، ﻻ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺳﻮﻯ ﻓﺎﺭﻕ ﺯﻣﻨﻲ ﻗﺼﻴﺮ، ﻳﺸﻴﺐ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻮﻟﺪﺍﻥ ﻭﺗﻘﺸﻌﺮ ﺍﻻﺑﺪﺍﻥ، ﺗﺸﻴﺎﻥ ﺑﺎﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ . ﻓﻘﺪ ﺿﺒﻄﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﺧﺮﺓ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺘﻨﻬﺎ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﺛﺮﻳﺔ ﻓﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻻ ﺗُﻘﺪﺭ ﺑﺜﻤﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺎﻭﻳﺔ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ . ﺍﻱ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﺴﺎﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ،ﻧﻈﺮﺃ ﻟﺤﺠﻢ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻭﺛﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﺭﻗﺎﻣﺎً ﻓﻠﻜﻴﺔ . ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻠﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﺿﺒﻄﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺑﺎﺧﺮﺓ ﻣﻌﺪﺓ ﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻭﻓﻲ ﺍﺣﺸﺎﺋﻬﺎ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻛﺎﺋﻴﻦ ﻫﻲ ﺍﻻﺿﺨﻢ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻟﺘﺴﻮﻳﻘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ . ﻻ ﺷﻚ ﺍﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﻀﻴﺘﻴﻦ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻭ ﺑﺎﺭﻭﻧﺎﺕ ﻣﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻳﻴﻦ . ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺑﺴﻴﻂ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﺒﻼﻏﺔ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﺑﻼﻏﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﻭﺣﻜﻤﺘﻪ : ـ ( ﻛﻴﻒ ﺍﻗﻨﻊ ﺍﻭﻻﺩﻱ، ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺘﺴﻊ ﻹﺣﻼﻣﻬﻢ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺴﺎﻓﻠﺔ ﻻ ﺗﺴﺮﻕ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ) … ﻣﺪﻭﻧﺔ ﺑﺴﺎﻡ ﺍﻟﻴﺎﺳﻴﻦ