اذا كان الرئيس الفرنسي الشاب امانويل ماكرون جادا في مايقوله من شعارات وما يرفعه من مثل وقيم عليه ان يستغل الحدث الكبير في العاصمة الموريتانية وان يعلن اعتذار فرنسا عن الحقبة السوداء والمظلمة من تاريخ بلده وهي حقبة الاستعمار الغاشم لهذه القارة السمراء والتي كان لفرنسا الدور الابرز في نهبها واعاقة تطورها ونمائها..
تدرك فرنسا اليوم ويعي ايضا كل منصفيها الدور الذي لعبه الغزاة الاستعماريون الفرنسيون والغربيون في تدمير هذه القارة وتخريبها واستنزاف ثروات شعوبها وابقائها فريسة للحروب وللصراعات الاهلية التي لاتبقي ولا تذر ..
ويعرف الكثير من المنصفين والعقلاء الدور الذي تلعبته اليوم شركات صناعة السلاح الفرنسي والغربي في اسعار هذه الحروب وتغذيتها حتى تتسنى لهم الفرصة في استغلال ثروات افريقيا وابقاء شعوبها فقيرة بائسة عاجزة عن توفير الاحتياجات الاولية لشعوبها في الخبز والماء ..
على الرئيس الفرنسي اذا كان يسعى حقا لمحو العار عن بلاده ومحو صفحة مخزية من تاريخا الحالك عليه اولا الاعتراف بحقيقة الجرائم التي اغترفتها بلاده بحق ابناء افريقيا ..وان لاينكر هذه الحقائق الدامغة وان يعتذر عبر منابر قمة نواكشوط لابناء القارة السمراء عن كل الجرائم الانسانية الفظيعة التي ارتكبها الفرنسيون على امتداد الجغرافيا الافريقية ليس اخطرها النهب المنتظم للخيرات ولا التدمير للمقدسات الثقافية والحضارية للامم الافريقية ولاحتى طمس الهوية الافريقية والثقافية للافارقة وانما في مساعيها اليوم اعادة التموضع في القارة واعادة انتاج شكل من اشكال الاستعمار غير المباشر او الاستعمار الثقافي ..
يعرف السيد ماكروه ومعه الشعب الفرنسي استحالة تقادم هذه الجرائم ولن يمحوها الزمن مهما طال او استطال وستبقى تلك الحقبة لعنة تطارد الفرنسيين..
ويوما سوف يأتي جيل جديد من ابناء القارة ليطالب بالاعتذار والتعويض ..
محمد الامين سيدي