ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻔﻴﻜﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺇﻧﻜﻠﺘﺮﺍ ﻣﻴﻼﺩ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﻭﺇﺣﺪﻯ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻷﺩﻳﺒﻴﻦ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﻳﻦ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﻭﺍﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺑﺎﺭﻳﺖ، ﺍﺗﺴﻤﺖ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ، ﺗﺒﺎﺩﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺍﻥ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺎﻥ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺗﻔﻴﺾ ﺑﺮﺣﻴﻖ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻮﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ، ﻭﺗﻄﻔﺢ ﺑﺄﺳﻤﻰ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻹﺟﻼﻝ .
ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻭﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ
ﻭﻟﻌﻞّ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ، ﻭﻧﻘﺮﺃ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻄﺮ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻧﺠﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻧﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﺭﻱ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ، ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻭﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ .. ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻳﺮﺣﻞ ﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻭﻣﻦ ﺿﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺛﻠﻮﺝ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺩﻑﺀ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ، ﻟﻴﺤﻂ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻭﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻀﺒﺎﺑﻲ . ﻓﻜﻠﺘﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺘﻴﻦ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺃﺩﻳﺒﻴﻦ . ﻭﻛﻠﺘﺎﻫﻤﺎ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ، ﻟﺘﻨﺪﺭﺝ ﺑﺬﻟﻚ ﺿﻤﻦ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺃﺩﺏ ﺍﻟﺤﺐ، ﻭﻫﻮ ﻓﻦ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻟﻪ ﺟﻤﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻭﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ . ﻭﻛﻠﺘﺎﻫﻤﺎ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ، ﻭﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ، ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻴﻦ، ﻭﺃﺳﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ .
ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﺒﻌﻬﺎ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ
ﻣﺎ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺑﺠﺒﺮﺍﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﺸﺄﺕ ﻣﻦ ﺇﻋﺠﺎﺏ . ﻓﻤﻊ ﺃﻥّ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﻜﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺃﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ ﻭﻋﺒﺎﺱ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﻭﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ، ﻓﻘﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻤﻊ ﻧﺠﻤﻪ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﺑﻤﻘﺎﻻﺗﻪ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺛﺮﺓ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ . ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻃﻼﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ « ﺍﻷﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﺴﺮﺓ » ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﺎﻡ 1912 ، ﺑﻌﺜﺖ ﻟﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﺒﺮﺕ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺇﻋﺠﺎﺑﻬﺎ ﺑﻔﻜﺮﻩ ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﻪ، ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻟﺘﻨﻤﻮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺪﺭﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺩﺩ، ﺃﺛْﺮَﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺄﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﻛُﺘِﺐ ﻓﻲ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ .
ﻭﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ، ﻭﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻧﺸﺄﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻷﺩﻳﺒﻴﻦ ﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺑﺎﺭﻳﺖ ﻭﺭﻭﺑﺮﺕ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ . ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﺑﺄﺷﻌﺎﺭ ﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺑﺎﺭﻳﺖ، ﻓﻌﺒّﺮ ﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 10 ﻳﻨﺎﻳﺮ / ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ 1845 ، ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻬﻠﻬﺎ : « ﺃﺣﺐ ﺃﺑﻴﺎﺗﻚ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺑﻜﻞ ﻗﻠﺒﻲ، ﺁﻧﺴﺔ ﺑﺎﺭﻳﺖ . » ﻭﻗﺪ ﺗﺪﺭﺟﺖ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ . ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﺭﻳﺖ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ . ﻭﻗﺪ ﻋُﺮﻓﺖ ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮﻫﺎ ﺑﺸﻐﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﻭﻣﻮﻫﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ، ﻭﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻌﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﻣﻠﺤﻤﻲ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ « ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﺍﺛﻮﻥ » ( 1820 ) . ﻓﺒﻠﻐﺖ ﺷﻬﺮﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﺪﺕ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺎﻗﺖ ﺷﻬﺮﺓ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ .
ﺳﺠﻞ ﺣﺎﻓﻞ ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺐ
ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢَّ ﺟﻤﻌُﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ « ﺍﻟﺸﻌﻠﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ » ﻭﻋﺪﺩﻫﺎ 37 ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺧﻼﻝ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، ﻓﻘﺪ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﻭﺑﺎﺭﻳﺖ 573 ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺣﺐ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ، ﺗُﺤﻔَﻆ ﻧﺴﺨﻬﺎ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ( ﻭﻳﻠﺰﻟﻲ ) ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﺘﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ . ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻛﺎﺭﻭﻟﻴﻦ ﻫﺎﺯﺍﺭﺩ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﻭﻳﻠﺰﻟﻲ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ، ﻭﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1930 ﺗﺒﺮﻋﺖ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻤﻌﻬﺪ، ﺣﻴﺚ ﺑﻘﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ . ﻗﺎﻝ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﻹﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺑﺎﺭﻳﺖ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ : « ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻮﺳﻌﻲ ﺃﻥ ﺃﺟﺪﺩ ﻧﻔﺴﻲ، ﻛﺄﻥ ﺃﺣﻮّﻝ ﻧﻔﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﺐ، ﻓﺈﻧﻲ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻦ ﺃﺷﺘﻬﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺘّﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺪﻳﻪ ﺩﻭﻣﺎً » . ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺑﺎﺭﻳﺖ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﺟﻤﻞ ﻭﺃﺻﺪﻕ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻨﺼﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻣﻠﻚ ﻟﻪ : « ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺻﻎ ﺇﻟﻲّ ﺑﺪﻭﺭﻙ .. ﻟﻘﺪ ﺃﺛَّﺮﺕَ ﻓﻲّ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍ ﺃﻋﻤﻖ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺼﻮﺭ . ﻟﻘﺪ ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻲ ﻏﺒﻄﺔ ﻟﺤﻀﻮﺭﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﻓﻤﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ، ﺃﻧﺎ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ » .
ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﻟﻮﻛﻴﻮﺱ ﺳﻴﻨﻴﻜﺎ : « ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻪ » . ﻭﻗﺪ ﺳﺎﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭﻟﻢ ﺗﺨﺎﻟﻔﻪ .
ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺻﺮﻑ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺳﻠﺔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ، ﻓﻘﺪ ﻋﺠــّﻞ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﺎﺀ ﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺑﺎﺭﻳﺖ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻠﺔ . ﻭﺗﻮﺍﺻﻠﺖ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺳﻨﺘﻲ 1845 ﻭ .1846
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺪ ﻳﻤﻀﻲ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺷﻬﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻠﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺍﻥ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻴﺾ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ، ﺣﺘﻰ ﺗﺰﻭﺟﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ ﻳﻮﻡ 12 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ / ﺃﻳﻠﻮﻝ .1846
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ، ﻣﺎ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ . ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻀﺮﻩ ﺳﺮﺍ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ، ﻓﺮّﺍ ﻣﻦ ﻟﻨﺪﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ . ﻓﻐﻀﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﺣﺮﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ . ﻭﻓﻲ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻤﺪﺓ 15 ﺳﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ 29 ﻳﻮﻧﻴﻮ / ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ 1861 ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ .
ﻻ ﺗﺪﻋﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ
ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﺇﻧﻜﻠﻴﺰﻱ « ﻻ ﺗﺪﻋﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻷﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻔﻌﻞ » . ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺮﻓﻬﺎ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺳﻠﺔ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻱ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻟﻠﻘﺎﺋﻬﺎ، ﻋﺪﺍ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺭﻓﻘﺔ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻦ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﺎﺭﻱ ﻫﺎﺳﻜﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺼَّﻬﺎ ﺑـ 325 ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺣﺐ . ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺷﻬﺮﺍ ﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﺭﻭﺑﺮﺕ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﻭﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺑﺎﺭﻳﺖ ﻟﺘﺠﺴﻴﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﺃﺑﺪﻱ ﺑﻌﺪ ﻟﻘﺎﺀ ﺃﻭﻝ ﺧﻼﻝ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻠﺔ .
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﻫﻴﻨﺎ، ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻠَّﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺳﺮّﺍ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻕ ﺑﻨﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ .
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺣﻞ ﺟﺒﺮﺍﻥ ﺑﻤﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺿﺒﺎﺑﻲ ﺻﻨﻊ ﻗﻀﺒﺎﻧﻪ ﺑﻴﺪﻳﻪ، ﻓﺈﻥ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﺭﺣﻞ ﺑﺤﺒﻴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺑﺎﺭﻳﺖ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﻓﻤﻨﺤﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﺍﻝ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﻭﻋﻴﺶ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺟﺪﻳﺪﺓ .
ﻭﻟﻌﻞّ ﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺨﻠﺼﻪ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﺟﺒﺮﺍﻥ – ﻣﻲ ﻭﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ – ﺑﺎﺭﻳﺖ ﻫﻮ ﺃﻥّ « ﺍﻟﺤُﺐّ ﻟَﻴْﺲَ ﻣُﻄْﻠَﻘﺎً ﻛَﻼﻣﺎً ﻣَﻌْﺴُﻮﻻً ﻳُﺮَﺩِّﺩُﻩُ ﺍﻟﻠِّﺴَﺎﻥ، ﻭﺇﻧّﻤَﺎ ﻣَﺸَﺎﻋِﺮٌ ﺻَﺎﺩِﻗَﺔٌ ﺗَﺘَﺠَﻠَّﻰ ﻓﻲ ﺳُﻠُﻮﻙِ ﺍﻹﻧْﺴَﺎﻥ » . ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺗﺠﻠﺖ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻙ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﻭﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻣﺼﺎﺭﺣﺔ ﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺑﺎﺭﻳﺖ ﺑﺤﺒﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﺑﺮﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺠﺴّﺪ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺳﺮﻳﻌﺎً، ﺧﻼﻝ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ .
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﺁﻟﺖ ﻋﻼﻗﺘﺔ ﺟﺒﺮﺍﻥ ـ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻬﺐ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﺁﻟﺖ ﺑﺴﻴﺪﺓ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺠﻦ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ، ﻓﺈﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﻭﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺑﺎﺭﻳﺖ ﺗﻮّﺟﺖ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
ﻛَﺘَﺐ ﻟﻬﺎ ﺑﺮﺍﻭﻧﻨﻎ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ : « ﺇﻧﻚ ﺑﻼ ﺭﻳﺐ ﺗﺘﻮﻗﻌﻴﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ . ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﺘﻠﺊ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺳﻴﻔﻴﺾ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻣﺘﻼﺀ ﺳﻴﻈﻞ ﺧﻔﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ، ﻭﺳﺘﻌﺠﺰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻣﻌﺰﺗﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ . ﻓﺄﻧﺖ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺭﻭﺣﻲ .
ﺃﻣﻀﻲ ﺑﻮﺟﺪﺍﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻓﺄﻟﻔﻲ ﺃﻧﻚ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﻘﻄﺔ، ﻭﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ، ﻭﻛﻞ ﺇﺷﺎﺭﺓ، ﻭﻛﻞ ﺣﺮﻑ، ﻭﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺼﻤﺖ، ﻛﻨﺖِ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ . ﻻ، ﻟﻦ ﺃﻏﻴﺮ ﻛﻠﻤﺔ، ﻭﻻ ﻧﻈﺮﺓ .. ﻓﻜﻞ ﺃﻣﻞ ﻭﻫﺪﻓﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻣﻨﻪ . ﺃﻛﺘﻔﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻳﺎ ﺃﻋﺰ ﺍﻟﺒﺸﺮ . ﻟﻘﺪ ﻣﻨﺤﺘﻨﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻮﺳﻊ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﻟﻐﻴﺮﻩ . ﺇﻧﻨﻲ ﻣﻤﺘﻦ ﻭﻓﺨﻮﺭ .. ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ..
كاتب جزائري .