ﻣﺮﺕ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺫﻱ ﺍﻟﻲ ﺣﺮﻭﺏ ﻭ ﺯﻭﺍﻝ ﻋﺮﻭﺵ ﻭ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﺧﺮﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﻧﻘﺎﺿﻬﺎ
ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺍﺩﺭﻛﺖ ﺍﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺤﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﺪﻭﻝ ﻭ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻻﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻻﻭﺭﻭﺑﻲ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﻧﻀﺮﻧﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺃﻱ ﺩﻭﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺷﻌﻮﺏ ﻭ ﺍﺭﺽ ﻓﻬﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺃﻱ ﻓﻘﻂ ﺑﺪﺍﺀ ﻣﻊ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺍﺀﺓ ﻓﻘﻂ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻻﻭﻟﻲ ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﺔ ﻗﺮﻭﻥ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺗﻢ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺐ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻳﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻣﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﺍﺩﻱ ﺍﻟﻲ ﺧﻠﻖ ﺻﺮﺍﻉ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺧﻠﻖ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﺍﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺩﺍﺗﻪ ﻟﺠﻮﺀ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻠﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻱ ﻟﺠﻮﺀ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺑﺤﻜﻢ ﺧﺒﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺃﻱ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺷﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻫﻨﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺪﻱ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﺰﻣﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﻜﻤﻬﻢ
ﻭ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﺪﻱ ﻋﻤﻖ ﻫﻮ ﺍﻻﺧﺮ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻤﺎ ﺍﻋﻄﻲ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﻻﻛﺜﺮ ﺷﺮﺍﺳﺔ ﺿﺪ ﺑﻨﻲ ﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﺩﻱ ﺍﻟﻲ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻛﻤﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﺦ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ
ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺴﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﺠﺪ ﺣﻠﻮﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﺘﻲ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﻬﺘﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
ﺍﺩﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻱ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻃﻨﻲ ﻟﻮﺿﻊ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﻗﺼﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻋﻠﻲ ﻫﺎﻣﺶ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺗﻮﺿﺢ ﺍﻟﺘﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ :
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٨٨٥ ﻡ ﺍﺭﺳﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻲ ﻣﻠﻜﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﺳﻠﻤﻲ ﺗﺴﻠﻤﻲ ﻭﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻟﻚ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺳﻮﻑ ﻧﺰﻭﺟﻚ ﻟﻴﻮﻧﺲ ﺍﻟﺪﻛﻴﻢ ﺍﻥ ﻫﻮ ﺭﺿﻲ ﻋﻠﻴﻚ
ﻓﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﻓﻴﻜﺘﻮﺭﻳﺎ ﺣﺎﺿﺮ ﺍﻧﻨﻲ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻟﻜﻲ ﺍﺗﺰﻭﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺤﻞ ﻭ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﻟﻪ ﺟﻴﺶ ﺟﺮﺍﺭ ﺍﺣﺘﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﻗﻀﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻋﻮﺍﻧﻪ ﻭ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﺼﺮ ﺩﻓﻊ ﺗﻤﻦ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ.