يعد يوم ١٧ من شهر رمضان الكريم الموافق ١٣ / ٣ /٦٢٤ بداية تغير كبير مس كافة مناحي حياة الإنسان الدينية والاخلاقية و الإجتماعية و الحقوقية .
السابع عشر من شهر رمضان المبارك رسم خريطة سياسية لدولة ليست ككل الدول وقائدها ليس ككل القواد و دستورها ليس ككل الدساتير و النظم البشرية القائمة .
١٧ رمضان ٢هجرية يوم النصر و الإستقلالية واحقاق الحق و تطهير الارض و انعتاق البشرية من براثن الشرك و الطغيان و الجاهلية .
١٧ رمضان من السنة الثانية للهجرة بداية امبراطورية دستورها نابع من السماء هو القرٱن الكريم و رئيسها ولد في الأرض و بعث من السماء أيضا ليس لقرية واحدة او قبيلة واحدة او امة واحدة بل الى كافة الأمم جميعا إنه محمدصلى الله عليه و سلم آخر الأنبياء و المرسلين .
لقد كان ١٧ من رمضان ثورة و تحرر للعقل و مكسبا للحقوق و قمة في العدالة الإجتماعية إذ لافضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى فكان مجتمع الرسول ؛مجتمع عدالة ،مجتمع متجانس رغم تعدد أعراقه ،و أجناسه ، و ألسنته فهاهو صهيب الرومي ، وبلال الحبشي ، وسلمان الفارسي ، و زيد بن حارثة يأخذون أعلى المراتب ؛ و اعظمها في عهد الرسول دون ان يثير ذلك حفيظة بني عمه من بطون قريش من أمثال خلفائه الراشدين أبوبكر و عمر وعثمان وعلي وباقي صحابته رضي الله عنهم أجمعين .
١٧ من رمضان دحر للطغيان ولجبابرة الروم و الفرس وكافة امبراطوريات الضلال وبعد رحيله صلى الله عليه وسلم أوصل صحابته رضوان الله عليهم الفتوحات أبعد المناطق من عاصمة الدولة الإسلامية الناشئة مكة المكرمة من القادسية الى اليرموك وصولا الى الزلاقة .
١٧ رمضان ميلاد الدولة الاسلامية و تاريخ و قيم و حضارة و عدالة و حقوق و موت للجهالة والضلال .