الانفصاليون المغاربة يتجاهلون تحذيرات المغرب وقرار مجلس الأمن.. ويختارون الهروب إلى الأمام

سبت, 05/19/2018 - 09:37

يبدو أن الانفصاليين المغاربة في مخيمات تيندوف باتوا يفضلون انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام, بعد أن حشرتهم الدبلوماسية المغربية في الزاوية, ووضعهم قرار مجلس الأمن الأخير أمام الأمر الواقع.

فقد تجاهلت جبهة البوليساريو الانفصالية تحذيرات المملكة المغربية والمنتظم الدولي، وذلك بالإعلان عن تنظيم مناورات عسكرية ضخمة بالمنطقة العازلة، تيفاريتي؛ وهي المنطقة التي كادت أن تُشعل حرباً في الصحراء، بسبب خرق ميليشيات الجبهة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة.

قرار الجبهة الانفصالية يعتبر تحدّيا صارخا للمغرب الذي أكد أن "تحركات التنظيم الانفصالي في المنطقة العازلة تغير الوضع الفعلي والتاريخي والقانوني لها، ويمكن أن تدفع المنطقة إلى المجهول".

ولم يكتف الانفصاليون هذه المرة بالتحركات العسكرية, التي دأبت عليها خلال الفترة الأخيرة, بل إنها قررت نقل أشغال "برلمان البوليساريو" إلى بلدة تيفاريتي تجسيداً لما أسمته بـ"السيادة الصحراوية على الأراضي المحررة"، في خطوة من المرتقب أن تُعيد التوتر بشكل غير مسبوق إلى الأقاليم الجنوبية.

التوغلات العسكرية الجديدة بالمنطقة العازلة تأتي بالرغم من أن المغرب يلوّح بقيامه بتدخلات عسكرية فوراً في حالة تمادي البوليساريو في خروقاتها غير مقبولة؛ فقد سبق أن سلم ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رسالة خطية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، تحذر من التطورات الخطيرة للغاية التي تشهدها المنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية.

وسبق أن تباحث وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة مع أنطونيو غوتيريس "الخشية من تدهور الوضع في بئر لحلو وتيفاريتي، أو ألا تتم تسويته كما كان الحال بالنسبة للكركرات"، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس "حرص على التعبير باسم كافة القوى الوطنية الحية بمختلف توجهاتها عن رفض المغرب الصارم والحازم لهذه الاستفزازات والتوغلات غير المقبولة".

وتابع بوريطة أن الملك حرص على التوضيح لغوتيريس أن هذه الأعمال "تشكل تهديدا لوقف إطلاق النار، وتنتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتقوض بشكل جدي العملية السياسية".

وكان مجلس الأمن قد أعرب عن "قلقه" بشأن وجود عناصر جبهة البوليساريو في منطقة الكركرات العازلة بدورها، وأمر الجماعة الانفصالية بإخلاء هذه المنطقة التي تقع في المنطقة العازلة ''على الفور".

وجاء في قرار مجلس الأمن رقم 2414، الذي مدد مهمة بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2018، أن المجلس "يعرب عن قلقه لوجود جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالكركرات ويدعو إلى انسحابها الفوري من هذه المنطقة".

القسم: