جميل أن يجد أي إنسان ، أو جماعة ، او شعب من يحمل همه ،و يسعى الى القضاء أو الحد من معاناته ، وما أكثرها خاصة إذاما تعلق الأمر بدولة من دول العالم الثالث مثل موريتانيا . هنا تكون الشعارات ،والخطابات الرنانة ، و الكتابات مدعاة للإغراء ،والتضليل ،وأداة من أدوات المصالح الشخصية ،والنفوذ ،على حساب المصالح العامة ،للأمة ، و الوطن بصفة عامة . على ضوء السعي الى الحق ،والحقوق الوطنية ، و الوحدة ،والتقارب بين المكونات الاجتماعية يكون : الميثاق .. الكذبة الكبرى ! فمنذ خمس سنوات أقام كشكول من السياسيين و الحقوقيين و النقابيين و الإعلاميين والكتاب وأصحاب الفكر شيبا و شبابا من عهود شتى مؤتمرا أطلقوا عليه إسم " الميثاق " لنيل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لشريحة " لحراطين " ومكمن الخيبة في هذا المسمى الذي يطلق عليه "ميثاق لحراطين " هو خرق الجهات المؤسسة نفسها للميثاق أو جملة الالتزامات التي أتفق عليها في و ثيقة التأسيس وهنا يصدق قول الرصافي بمناسبة الذكرى الخامسة على نشأة الميثاق : " أﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺃﻗﻴﻢ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺯﻧﺎً ﻭﻻ ﺃﺣﺴﺐ ﻟﻪ ﺣﺴﺎﺑﺎً ﻷﻧﻲ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﻣﺘﺸﺠﻢ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻛﻨﺖ ﻛﺄﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻛﺜﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﻝ ﺍﻷﺑﺎﻃﻴﻞ ﻗﺪ ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ ﻓﻲ ﺫﺭﺍﺕ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﺬﻭﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ " إن القيمين على الميثاق تنقصهم بالمجمل فلسفة التماسك على الوحدة كأساس ﻹرادة النجاح والإعداد والتحضير الجيد القائم على المصلحة المشتركة والثقة المتبادلة بعيدا عن الصراعات والتنافر السياسي ،من هنا كانت الخيبة من الميثاق ،ومن هنا كان الفشل في الميثاق ؛شأنه في ذلك شأن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ، تعميق الخلافات البينة أو الجهاتية وهو ما انعكس سلبا على الأداء وعليه فإن من فشلوا على الأتفاق على شخص توافقي حري بهم أن يفشلوا في بناء وطن مالم تقبر الأنانية و تترسخ الأخوة و تغرس روح الأخلاق والإنسانية في أبرز تجلياتها على المستوى الفردي والجماعي انطلاقا من قوله تعالى : 《وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان 》 وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم : (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ) وانطلاقا من المعطيات ، و الشراسة في المنافسة على استقطاب أكبر مجموعة من هذا المسمى " عبيد " لدوافع كيدية أو " تيفية " وبناء على تنامي الخطاب الفئواتي ، يتوجب عدم شرعنة أي تنظيم يحمل طابعا فئوياتيا حاضرا او مستقبلا وهذا هو ما ولد فكرة تنظيمات سياسية وليدة تقوم على أساس نزعة قومية صرفة كما هو حال حزب نداء الوطن وماذا لو انطبق الحال نفسه على مسميات بإسم الولوف ؛و السونوكى إلى جانب نداء لمعلمين و كينونات لحراطين المتعددة ... ومادمنا في زمن التعصب و الشذوذ الفكري والعقدي و انتشار ثقافة العنف فإن ثنائية الميثاق و انقسامه إلى حلفين متضادين في خماسيته هذه يدفع إلى القول أن ما يسمى ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية ل " لحراطين " " معول " هدم و ليس أداة " بناء . ! لقد آن للميثاق - بعد مهزلة 29 من ابريل من 2014 - 2018 - 'أن يعيد النظر في استراتيجيته النضالية ، و الحال نفسه بالنسبة للمعارضة ، نظرا لأوجه الشبه في الأداء والتقارب في المنهج . ولئن كانت الأسباب وراء نشأة الميثاق فإنه قيم بأشياء من طرف السلطات و يتوجب المزيد ،المزيد من المشاريع الفعالة ،وليس التعيينات التي يتقاتل عليها معظم فرسان الميثاق . محمد ولد سيدي