لماذا وُجهت مياه الصرف الصحي إلى المحيط؟! / محمدو ولد البخاري عابدين

أحد, 03/18/2018 - 15:27

مع بداية الإعداد لمشروع صرف مياه الأمطار بالعاصمة قبل سنوات، سمعنا القائمين على هذا المشروع يقولون إن هذه المياه سيتم تجميعها في خزانات وتنقيتها واستخدامها في إقامة مزارع خضروات شمال نواكشوط.
لكن ومع بداية الأشغال في تنفيذ هذا المشروع علمنا من خلال المشرفين عليه أيضا أن مياهه ستتم تنقيتها والتخلص منها في البحر.

 وعلى أية حال فإن التخلص من مياه الصرف الصحي يعتبر مشكلة مطروحة على الصعيد العالمي لكنها، أي هذه المياه، تعتبر في نفس الوقت موردا اقتصاديا هاما إذا ما تم استغلالها في مجالات تنموية. وحتى ولو كان البحر لا يمل الزيادة كما يقال، إلا أنه لدينا من المجالات ما نحن بحاجة فيه لاستغلال هذه المياه التي تستخدم على نطاق واسع عالميا في الصناعة وفي الزراعة وغيرها..  
واقتراحنا هنا هو إعادة النظر في توجيه هذه المياه إلى المحيط، والعمل بدلا من ذلك على استخدامها في إقامة مروج ومساحات خضراء وزهور وأشجار زينة ونخيل على طريق المطار وفي محيطه، وذلك بإقامة أنظمة للري بالرش كتلك المستخدمة في ري الحدائق والمروج لتوفير مناظر خضراء مستديمة على محور طريق المطار وفي المساحات الجرداء المحيطة به، وذلك لإعطائه منظر جويا وأرضيا غير منظره ومنظر طريقه القاحل في الوقت الحالي، وفي نفس الوقت حماية مدرجه ومنشآته من الأتربة والغبار..
ففي البلدان الاستوائية والأوروبية وغيرها من المناطق الممطرة خلال أغلب أشهر السنة يُترك الأمر عادة للطبيعة لتنبت ما شاءت من نباتات وتوفير غطاء نباتي أخضر مستديم، لكن بالنسبة لنا كبلد صحراوي شحيح المياه والأمطار لابد من تدخل بشري لتوفير ذلك الغطاء النباتي المهم والذي يلعب أدوارا مختلفة منها البيئي ومنها الحمائي ومنها الجمالي والصحي أيضا.. مما يجعل أي موارد يتم إنفاقها في سبيل خلق هذه المناظر الخضراء المريحة ليس هدرا وإنما استثمار فيما هو مفيد على أكثر من صعيد.
خصوصا أن الجزء الأول من مشروع الصرف الصحي هو صرف خاص بمياه الأمطار فقط ومع ذلك ستنتج عنه كميات معتبرة من المياه، وستزداد تلك الكميات أكثر عندما تُضاف لها مياه المكونة الثانية والخاصة بمياه المجاري المنزلية لاحقا، لتتم تنقية هذه المياه بالدرجة التي تصبح معها مأمونة الاستخدام في إقامة هذه الحدائق والمروج. كما أنه لا داعي لتغيير موقع الخزانات الحالية على شاطئ المحيط إذ يمكن الإبقاء عليها هناك مع مد أنابيب النقل، وتركيب أجهزة الري والرش باتجاه طريق المطار ومحيطه، بل ويمكن أيضا توجيه جزء من هذه المياه لري واستكمال تشجيير المساحات التي لم ينجح تشجيرها من مشروع الحزام الأخضر شمال مدينة نواكشوط.