3/3/2018 يوم تاريخي ،وليس ككل الأيام ، إنه يوم الملحمة ،والصفح ،والتعاضد و التأسيس لمرحلة جديدة في تاريخ موريتانيا المعاصر :
1000 مشارك في الإصلاح و 1000 مشارك في الخطأ .! فالإصلاح المنشود هو نبذ الخلافات الحزبية داخل حزب الاتحاد و التأصيل لمرحلة قادمة و 1000 خطأ هي مطالبة رئيس الجمهورية بالعدول عن قراره في اختتام الأيام التشاورية و مقابلته مع صحف أجنبية نيته عدم الترشح 2019 للرئاسيات ،والإصلاح اعتراف ضمني بفساد الحزب و ضرورة إصلاحه .
الأسباب والدوافع ..
منذ بعض الوقت و حزب الأتحاد من أجل الجمهورية الحاكم يعيش حالة غير مسبوقة من الإنحطاط و التشرذم و الصراع المستشري شيئا فشيئا داخل قواعده و قيادته المركزية إلى درجة تكوين أجنحة، و أحلاف بعضها يجري خلف القيادات المؤسسة للأتحاد "أصلا " وبعضها ينضوي تحت شخصيات حظيت بثقة الرئيس فيما يعرف بمكافحة الفساد، و بعضها له امتداد شعبي كبير ،إضافة إلى الهزات العنيفة التي شهدتها الأغلبية جراء الغاء مجلس الشيوخ ، و الإستفتاء ،و النفوذ المتصاعد للجدد من أحزاب شتى دخلت الحكومة و أعلنت انخراطها في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ،على ضوء هذه الأسباب مجتمعة أدرك المتصارعون و المتمصلحون ؛ أن الخلاف والشوفانية بلغا الزبى و أن قيادة حزب الأتحاد إن لم تتدارك خلافاتها فإنها لم ولن تصمد أمام خصوم أشداء على رحيل رئيس أوشكت ولاياته أن تنتهي و أعلن أكثر من مرة داخل الوطن وخارجه أنه لن يترشح إلى مأمورية ثالثة لا يكفلها الدستور .
والحقيقة أن حزب الاتحاد إذا كان حزبا مؤسساتيا فإنه بإستطاعته أن ينظم صفوفه إذا ما أراد البقاء داخل الخريطة السياسية في البلاد ، فالتنظيمات السياسية و الدول ؛ تحكمها مؤسسات لاتقبل الفراغ ،فحزب الأتحاد إذا كان مرتبط بوجود الرئيس محمد ولد عبدالعزيز فإنه أصبح جزءا من التاريخ مادام الدستور نص قبل حكم ولد عبدالعزيز - والتزم - بذلك على تحديد العهدة الزمنية و بالتالي ىفإن مؤتمر حزب الاتحاد في هذه الظروف الصعبة مدعوم بمبادرتي المطالبة بمأمورية ثالثة و حملة المليون توقيع لم يكن في محله : جفاف حاد ولغط شديد يتعلق بالوضعية الأقتصادية وتقارير من الهيئات المانحة تختلف بكثير عما يدونه أحد فرسان لجنة الإصلاح في حزب الاتحاد .
يكفي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية و لجنة إصلاح الحزب دعم رئيس الجمهورية على قراره المتعلق بعدم الترشح للرئاسة القادمة لذا فإن 1000 مشارك من UPR في الإصلاح يساوي 1000 مشارك منه في الخطأ إذامادعوا الرئيس إلى تغيير الدستور والترشح من جديد والدوافع الرئيسية للملمة الشمل في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية و شركاءه في الأغلبية الحاكمة هي منافع شخصية و تقاسم الكعكة أكثر منها إيمان و إخلاص للوطن .
سيدي الرئيس :لقد سجل لك التاريخ بطولات و انتصارات و مواقف مشرفة في الديمقراطية وتكريس التنمية الجماعية والعدالة الإجتماعية ،وللتتبع هذا النهج الإصلاحي والتقدم بالبلد نحو الأمام والأمان ينبغي " احترام " الدستور والبعد كل البعد عما يعيق التنمية ويقود إلى الإنزلاق .
سيدي الرئيس فلا تغتر بما يتفوه به المتمصلحون لذواتهم فهذا هو ديدنهم مع الأسلاف من الرؤساء معاوية و سيدي و هيدالة فإنهم كلما شاهدوهم من المنفى - بجانبك - اقشعرت جلودهم و شعروا بالندم بسبب لذة الحكم و لعنة الحكم .