لماذا يدعم الغرب الحكومات الديكتاتورية؟

ثلاثاء, 02/20/2018 - 09:15

ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻫﻮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﺸﻮﺑﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺭﺧﺔ . ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺗﺮﺳﻲ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻳﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﺗﺴﺘﻌﻤﺮ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺍﻵﻥ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ . ﻭﻟﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻟﺘﻄﺎﻟﺐ ﺑﻮﻗﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ . ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻄﺘﻴﻦ ﻣﻬﻤﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ : ﻭﻫﻤﺎ :
* ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺯﺍﺓ ﻣﻊ ﺑﺪﺀ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻭﺃﺳﺎﺳﺎ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﻗﺎﻣﺖ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﻐﺰﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ . ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻟﻢ ﺗﺼﺪّﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻻﺣﻘﺎ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺗﻮﻧﺲ ﻭﺩﻭﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻓﻮﻟﺘﻴﺮ ﻭﻣﻮﻧﺘﺴﻜﻴﻮ، ﺑﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ . ﻭﺑﺪﻭﺭﻫﺎ، ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻔﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻔﻴﻜﺘﻮﺭﻱ . ﻭﺻﻤﺘﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ ﻣﻠﻚ ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ ﻟﻴﻮﺑﻮﻟﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﻮ . ﻧﻌﻢ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﺗﻨﺪﺩ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻴﻊ ﻭﺳﻂ ﺻﻤﺖ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﺖ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ . ﻭﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻤﺖ، ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ، ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ‏« ﻣﺘﻮﺣﺸﺔ ‏» ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺁﺳﻴﺎ . ﻗﺪ ﻧﺘﻔﺎﺟﺄ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻤﺪﺓ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﻓﻴﻜﺘﻮﺭ ﻫﻮﻏﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ . ﺛﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺌﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺓ، ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﻴﻦ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ، ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺨﻴﺮﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ . ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﻭﻻ ﻳﻬﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺑﻠﺪﻫﺎ .
* ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻧﺎﺿﻠﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ . ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺷﻌﻮﺑﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﺑﻞ ﺩﻋﻢ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﺃﻗﺎﻣﺖ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻭﻧﻬﺒﺖ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ . ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻳﻘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ، ﻭﺧﺒﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺑﺪﻳﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﻮﺑﺔ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، ﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ . ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻫﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻀﺢ ﺧﺮﻭﻗﺎﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺗﻨﺪﺩ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ، ﻟﻜﻦ ﺭﻏﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻳﺒﻘﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ، ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ .
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺳﻨﺔ 2011 ، ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﻌﻄﻔﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﺑﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺄﺧﻄﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ . ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﻧﻀﺎﻻﺕ ﻧﻈﻴﺮﻩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻟﻠﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻛﺴﺮﺕ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ . ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺗﺘﺼﺮﻑ ﺑﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺠﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﺠﺪﺩﺍ . ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ، ﺗﺼﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ، ﻭﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ . ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﻬﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .
ﻭﺗﺒﺮﺭ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺻﻤﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﺩﻋﻢ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺑﺪﻝ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ ‏« ﺩﺍﻋﺶ ‏» ﻭ ‏» ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ‏» ، ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﺔ ﺃﻥ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻧﻬﺐ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ، ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻭﻳﺄﺱ ﻭﺑﻄﺎﻟﺔ، ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ . ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻨﻬﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺒﺮﺍﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ، ﻧﻄﺮﺡ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺼﻤﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ؟
ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ، ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺎﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﺰﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻬﺪﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ؟ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺨﺼﺺ ﺣﻴﺰﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺗﺘﻌﻬﺪ ﺑﻨﺸﺮ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻭﺻﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻻ ﺗﻄﺒﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﻬﺪﺍﺕ . ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ، ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻻ ﺗﺤﺎﺳﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻲ . ﻟﻜﻦ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻓﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻭﻋﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺲ . ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺗﻘﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮﺗﻤﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ، ﻣﺮﺍﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﺧﺎﻃﺊ . ﺍﻟﺤﻞ ﻫﻮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ .
ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﺗﻘﺒﻠﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺃﺑﺸﻊ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ، ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﻣﻔﻜﺮﻱ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ . ﻭﻫﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺤﻠﻘﺔ ﺿﻤﻦ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ . ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ، ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ . ﺿﻐﻂ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻟﺘﻌﻬﺪ ﻧﺸﺮ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﻣﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ . ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻫﻮ ﺭﻫﻴﻦ ﺑﻈﻬﻮﺭ ﻓﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻳﻨﺸﺮﻭﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ . ﻣﻔﻜﺮﻭﻥ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﻃﻴﻨﺔ ﺟﻮﻥ ﻭﻳﺴﻠﻲ ﻭﺟﻮﻥ ﺟﺎﻱ ﻭﻓﻴﻜﺘﻮﺭ ﺳﺸﻮﻟﺸﺮ، ﺑﻠﻮﺭﻭﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺾ ﻟﻠﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ 18 ﻭ 19 ، ﻓﻤﻦ ﺳﻴﺒﻠﻮﺭ ﻓﻜﺮﺍ ﺻﻠﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺸﺄﻥ ﺃﺣﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﻳﻔﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﻴﻦ؟ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ، ﻟﻜﻦ ﺩﻋﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻮﻗﻒ ﺩﻋﻢ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .
ﻛﺎﺗﺐ ﻣﻐﺮﺑﻲ