السلطة الفلسطينية ...الخطوة القادمة /سميح المعايطة

اثنين, 02/05/2018 - 22:30

شهران تقريبا على قرار ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، ظهرت خلالهما المواقف وتم اتخاذ خطوات وعقد لقاءات وذهبت السلطة الفلسطينية إلى خطوات مختلفة، كان أهمها رفض التعامل مع واشنطن في ملف السلام واعتبارها شريكا لا يمكن قبوله، ومطالبة الدول الأخرى أن تكون هي الراعية للسلام بديلا عن واشنطن.

لكن واشنطن عادت إلى المنطقة مرة أخرى من خلال جولة نائب الرئيس الأميركي، وأظهرت إداره ترامب غضبا مما اعتبرته إساءة من السلطة بحقها، وربطت هذا بالمساعدات، لكن كل هذا ليس هو الأهم بالعلاقات، يمكن استعادتها. لكن المهم هل ستبقى السلطة على موقفها الذي تبنته من رفض التعامل مع واشنطن كما فعلت برفض استقبال نائب ترامب ورفض التعامل مع واشنطن كراع لعمليه التفاوض والمطالبة برعاية دولية؟

منطق الأحداث يقول إن كيان الاحتلال ليس معنيا بإعادة الدفء إلى عملية السلام، وقد أخذ من ترامب قرارا هاما يخدم سياسة التهويد للقدس.

والمنطق يقول إن إسرائيل معنية أيضا بأن تضع السلطة في موقف حرج مع واشنطن، فأمريكا رغم كل انحيازها لإسرائيل الدولة الأهم في المنطقة، وهي في حالة تحالف مع معظم العرب والعالم، حتى وإن كان رافضا لقرار أميركا بموضوع القدس، إلا أنه لن يكون قادرا أن يكون بديلا عن واشنطن في رعاية أي عملية تفاوض، وحتى المحاولات الفرنسية التي كانت أو التي يمكن أن تأتي فإنها لن تجد طريقا للنجاح وأول التعطيل يكون من تل أبيب.

إذا كانت السلطة تؤمن أنه لا مستقبل لعمليه السلام وموقفها المقاطع لواشنطن بناء على هذا، فإن السؤال: هل هو موقف طويل الأمد أم قصير المدى؟ وهل يمكن أن تستطيع السلطة التحرك بعيدا عن واشنطن أم أنها ستبحث عن أصدقاء وأشقاء يجدون الحلول التي تكفل إعادة المياه إلى مجاريها مع واشنطن؟ أم هناك خطوات أخرى؟