من يصدق؟ / بقلم محمد محمود ولد عوان

أربعاء, 11/30/2016 - 18:25

كان يوم الإثنين الماضي 28/11/2016 يوما استثنائيا بكل المقاييس فهو ذكرى عيد الإستقلال بما تحمله كلمة الإستقلال من معاني سامية أما بالنسبة لنا في سيلبابي فزاد اليوم جمالا كون الجو صحوا و السماء صافية و الشمس قد بدت أكثر حياء كان كل شيء ينضح بالغبطة و الإحتفال و العلم يرفرف عازفا سمفونية الإباء و الحرية و الشموخ كيدي ماغه كغيرها من أرض الوطن ذاقت مرارة الإحتلال و خرج من رحمها أبطال سطروا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ المقاومة و لما أعلنت موريتانيا دولة مستقلة يوم 28/11/1960 تذوقت كيدي ماغة طعم الحرية و الفرح فأقامت الدنيا و لم تقعدها طربا جاء الإستقلال و دخلت البلاد مرحلة جديدة يتوقع فيها أن يحصل كل مواطن على كافة حقوقه و أن يحيا حياة كريمة و ربما كانت كيدي ماغه ترى بحكم موقعها الجغرافي المطل على دولتين شقيقتين هما مالي و السينغال و بحكم تنوعها الثقافي و العرقي و ما تزخر به من مناظر سياحية آسرة و لأنها منطقة زراعية و رعوية بامتياز كانت ترى المستقبل أمامها أكثر إشراقا و لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن هاهي كيدي ماغه لا تزال في مؤخرة الركب تلهث خلف سراب النماء فالفوضوية و الجهوية و غيرهم من معوقات التنمية التي طبعت معظم سياسات الأنظمة المتعاقبة جعلت الولاية تتعرض للتهميش و التحييد من يصدق أن ولاية زراعية مثل كيدي ماغه لا توجد فيها حتى اليوم مزارع نموذجية؟ من يصدق أن ولاية تتكون من مقاطعتين فقط سيلبابي و ولد ينجه يظل الطريق بينهما غير معبد ؟ من يصدق أن معظم المؤسسات التعليمية تشكو نقصا حادا في الطواقم التعليمية؟ من يصدق أنها لا تتوفر على مصنع لأي شيء؟ و من يصدق أن جميع مناظرها السياحية مرمية في طي النسيان رغم جمالها ؟ من يصدق أن عاصمتها سيلبابي حتى لحظة كتابة هذه الحروف لا تزال غارقة في القمامة ؟ و أن قطاع البئة فيها فاشل أيما فشل فالعشب تحمل منه السيارات ليباع خارج الولاية مما يعرض الولاية لجفاف خطير و الأكياس لبلاستيكية بات تداولها أمر طبيعي رغم القرار الصادر بتحريمها لا أريد أن أطيل فالحديث ذو شجون إنما سأقتصر على القول بأن الأوان قد آن لتنهض هذه الولاية عن كرسي العجز و التخلف و لن يكون ذلك إلا بتوفيق من الله أولا ثم لفتة كريمة من لدن الحكومة و بجهود أطر الولاية و كافة ساكنتها