
قال الشاعر :
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسم
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قومي أصيل وبيزنيسمان فهو يعكس الرؤية الأمريكية التي تقوم على المصلحة الذاتية مهما كانت الظروف الدولية وشعار حملته ● أمريكا أولاً● فهو لايجامل ،نريد كذا،نريد كذا،افعل كذا ،افعل كذا، هكذا علمتنا تجارب لقاءات ترمب الثاني مع كبار ضيوفه من الأتحاد الأوروبي، و أوكرانيا ودول الخليج والنمور الآسيوية و البرازيل والهند وباكستان..الخ
أمريكا تعرف موريتانيا و معادنها، ولا تتناسوا، النشرة السنوية التي تصدر عن وزارة الخارجية الأمريكية،لم تترك صغيرةولاكبيرة إلا وأحصتها عن موريتانيا ...ا..
لقاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض مسألة روتينية في العلاقات الدولية لكنها لم تأتي من فراغ، فأمريكا بحاجة الى المعادن الثمينة و موريتانيا دخلت نادي النفط والغاز ،وهي الدولة الوحيدة من دول الساحل الخمس مستقرة ،قد يتساءل بعضهم
ماذاتريد أمريكا من موريتانيا؟
أمريكا دخلت منذ بعض الوقت السوق الإفريقية منافسة فرنسا صاحبة النفوذ الأول والصين ثانية و روسيا وتركيا والهند ،وبالتالي فإن أمريكا تحيي الحرب الباردة مع روسيا وحيث توجد روسيا تكون أمريكا في خط موازي وبالتالي لئن كانت روسيا في مالي والنيجر و بوركينا فاسو ،فإن أمريكا ستطوقها من كل جانب بلقاءاتها هذه مع باقي رؤساء الدول الأفارقة الذين التقوا دونالد الى جانب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني .
وبعيدا عن "هز لكمام " تثمينا بلقاء دونالد ترمب لاشك أن أمريكا التي يزورها القادة الأفارقة لايوجد في إعلامها
أوامر عليا ،وشرح مضامين خطاب الرئيس...ولا قانون الرموز... ولا تطبيقا لتعليمات الرئيس...
ولايحق لأي سياسي أن يطالب بمأمورية مخالفة للدستور،كما لايتم تدوير من أثبتت هيئات الرقابة المالية ضلوعهم في إختلاس المال العام....
ما عليه القول أن دونالد ترمب، وأمريكا عموما، هي أكبر حليف لإسرائيل ولو أرادت أمريكا أن توقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على فلسطين لأوقفتها،ولكنها،تبارك سياسة إسرائيل وتجاريها أيما مجاراة وتقف سداًٌ منيعاً لإدانتها في المحافل الدولية فهل القادة الأفارقة رسل سلام وهل بإمكانهم وقف الحرب الكارثية على فلسطين قبل ترشيح دونالد ترمب لجائزة نوبل للسلام؟
في عهدة دونالد ترمب الأولى بلغت موضة التطبيع مع إسرائيل أوجها دعماً لعملية السلام ومع مرور الأيام إنقلبت المعادلة حيث سقطت لاءات الخرطوم واتسع نطاق التطبيع حتى تجاوز إفريقيا جنوب الصحراء أما عن الدول العربية فحدث ولاحرج. ورغم ذلك اشتدت المحن والمصائب على فلسطين و سوريا و لبنان وحتى إيران.
أمريكا قوة خارقة و تفكيرها الاستراتيجي لايمكن التنبؤ به وفي الوقت الذي يمنع فيه تشريع حزب سياسي لأقوى مرشح سياسي موريتاني ،تمنح ولايات أمريكا، جوائز تقديرية للسياسي البارز بيرام الداه اعبيد، ومن حين لآخر تمنحه السفارة الأمريكية تأشرة دخول الولايات المتحدة، فهل ستكون زيارة غزواني لأمريكا بداية لإنطلاقة مشاريع كبرى، عوض قضاء العطلة الصيفية في داخل البلاد بالنسبة للمسؤولين الكبار وأعضاء الحكومة؟
لاشك أن لأمريكا أهدافا من لقاء القادة الأفارقة، في القمة المصغرة ولاشك أن عدم استخدام دونالد ترمب لعنجهيته المعتادة مع زواره من القادة الكبار لمحل تقدير لملفت جدا والسؤال المطروح ماذا بعد زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لأمريكا؟
الأيام القادمة كفيلة لتبيين مخرجات الزيارة ...