
إن المستقبل المشرق، مرهون ،ببذور• الإصلاح السياسي •،الذي هو• زبدة •كل رؤية استراتيجية •لأي مجتمع .
المجتمع والدولة يتخبطان في دوامة من الأزمات الجيوسياسية واجتماعية وإقتصادية وثقافية لايمكن التنبؤ بإفرازتها الخطيرة على كينونة الدولة في ظل الصراعات في المحيط الإقليمي فضلا عن الأزمات العابرة للحدود وآخرها الهجرة والصراعات السياسية بشبه المنطقة...
حين يغلق الشعب فوهات الدبابات والمدافع إنتصارا لإرادته ،نكون قد عرفنا التشخيص الحقيقي لمفاتيح مشاكلنا على غرار ما فعله الأتراك والفنزويليين،ليس حبا في شخص أردوغان ولا هوغو اتشافيزفحسب،بل احتراما للمؤسسات الشعبية.
في الوقت ذاته،أدت مخرجات المخاضات السياسية في موريتانيا الى تغول البيروقراطية، وتشظى المجتمع، فجف البحر بفعل الأتفاقيات المجحفة بالاقتصاد الوطني، الناتجة عن الإفرازات ،واستشرى الفساد، وعمت البلوى حتى إذا ضاق الأفق السياسي، وكثر صياح الجياع، واشتكى العمال، وتوالت الإضرابات والوقفات،بدت بهرجة، وقليل من الطحين، لأن البرامج التسلسلية عجزت أن تخلق مجتمعا منتجاً ، وهو ما أسفر عن تغول البيروقراطية، واتساع الهوة ،وهجرة الشباب، بالآلاف المؤلفة، ومن أجل إخماد تفشي ظاهرة الشرائحية، على حساب الحزب، صار علاج المرض ،بالمرض،أي اسكات الذباب الشرائحي،والحزبي المناوئ، بالتوظيف، وهنا يمكن ملاحظة الفجوة في الخطاب قبل التعيين، وبعد التعيين، بينما واقع المجتمع في حالة يرثى لها لأن السيادة الغذائية لما تتحقق،والفقر بيض وفرخ في مساكن الشعب بصفة عامة، رغم ما أخرجته الأرض من كنوز،وأمطرته الهيئات الدولية من سيول المساعدات، وما أخذ على الأجيال الحاضرة،واللاحقة،من الديون، وبالتالي قل الإنتاج، المحلي، الكمالياتي، والضروري،لم يغزو بيوت الشعب، كما تغزو هواتف سامسونج، والدواء المغاربي،والمفروشات التركية و السجاد الفارسي، بيوتنا، اللهم قليل من الأرز والخضار، رغم الإمكانيات، و حظوة الموقع .
المدير الناشر،،