في تسعينيات القرن الماضي خرج شباب ماوراء مدريد بالآلاف في مظاهرة غير مسبوقة فاجأت نظام ولد الطايع تحت عنوان " الخبز " وذلك بسبب زيادة سعر الخبز بنسبة 25%.
حيث كان عمود الخبز ب 16أو 20أوقية .
لا توجد أنترنت يومها لتقطع، بل وقع حظر للتجول ،من السادسة مساءاً الى السادسة فجراً ودام عدة أيام .
لم أنس مقدمة إذاعة موريتانيا قبيل كل نشرة أخبار :
أيها الشباب إنكم صادقون ومتحمسون ....وإنكم ككل شباب العالم....الخ
دار الزمن ،دورات،و دار،معه،الشباب اليافع، والتقوا الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز تحت شعار:
الشباب..أنتم الأمل،،حلقة في نواكشوط، وحلقة في نواذيبو، وحلقة في أطار ،ومازال الشباب يعتلي صهوة البطالة وندرة الإبتكار ،تتقاذفه الشعارات الجم عهدة.
آخر نقشة جذابة من المصطلحات البراقة عنونة العهدة الثانية تحت اسم عهدة الشباب والطموحات!!
والمفارقة أنه بين العهدة الأولى والعهدة الثانية هاجر أكثر من 20ألفا من الشباب الى الفردوس الأمريكي، وكل منا يعرف مرارة الغربة ،وآلامها،ولو أن هؤلاء الشباب وجدوا مايشفع لهم بحياة كريمة لماهاجروا،ولكن، حين يخيم اليأس لم يبق إلا تجرع آلام الحياة ومن آلامها الغربة والبعد عن الأرض و الأهل والخلان ...
ومن دواعي الهجرة:
وأد الأنشطة الأقتصادية في وقت مكبر التي يقوم بها الشباب من قبل شيوخ الأثرياء.
ندرة المصانع الكبرى.
هشاشة السوق.
ارتفاع الجبايات بشكل جنوني .
عدم مجاراة دول العالم في تخفيض أسعار المواد الإستهلاكية، سواء كانت غذائية أو كمالية ،كالإسمنت،والمحروقات، ومواد البناء.
والأدهى والأمر أن امتصاص جيوب المواطنين، وارهاقهم بالضرائب المجحفة ،لم يبدو ظاهرا للعيان في مشاريع بنيوية جذابة على غرار ماهو موجود في دول أخرى أقل موارد .
محمد ولد سيدي _ كاتب صحفي_ المدير الناشر