خلال أقل من أسبوع سقط نظام بشار الأسد، وانتهت حقبة هذه العائلة التي امتدت لأكثر من نصف قرن، لا مجال هنا للحديث حول تلك الحقبة ، غير أن النهاية كانت متوقعة منذ فترة طويلة ، فالأنظمة الدكتاتورية أو حكم العائلات لا بدّ له من نهاية ، تماما كما حدث سابقا مع حسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح وغيرهم .
في المقال السابق وقبل سقوط بشار بساعات ، دعوت الحكامّ العرب للتصالح مع شعوبهم قبل أن يأتيهم الطوفان، وهاهو الطوفان بدأ بالهيجان من دمشق ، وأعتقد بأنه لن يتوقّف ، حتما سيجرف معه آخرين من حكّام هذا الزمان ، استساغوا الذلّ والهوان والخذلان والإرتماء في أحضان تل أبيب وواشنطن وغيرهما من عواصم الإجرام .

ماجرى مؤخرا في سوريا سيكون مقدمة لشعوب عربية أخرى ، أشعر بتفاؤل كبير ، وأعتقد بأننا إزاء تغييرات جذرية ستطال أنظمة حكم عربية ، ولا أعلم من سيكون الحاكم التالي الذي سيجرفه الطوفان ؟
شكرا لطوفان الأقصى الذي عرّى وكشف وفضح العديد من أنظمة الخيانة والعمالة في عالمنا العربي ، هذا الطوفان سيتبعه طوفان من نوع آخر ، سيجرف معه كل متخاذل ، وكلّ من خان وتآمر على فلسطين ومقاومتها وشعبها ، وارتمى في أحضان الغرب المجرم ، وتغاضى عمّا يجري في غزة ، والتي ستكون بعون الله السبب الرئيس في اقتلاع العديد من أنظمة حكّام الردّة المتصهينين .

غالبية شعوب العرب باتت تتوق للتغيير ، لا بل والخلاص من الظلم والقهر ، ولا أعتقد بأنّ الحالة العربية سوف تستمر على هذا النحو ، والحالة السورية ستشكّل عاملا مهمّا لانقضاض وانتفاض الشعوب على حكّام هم بالتأكيد من غير طينة العرب ، وأجزم بأن ذلك لن يطول أبدا .
العديد من حكّام العرب يتحسسون رؤوسهم اليوم ، وربما يعملون على إعادة حساباتهم إن استطاعوا ذلك ، وهم يدركون بأن الشعب حين يقول كلمته ، فإنّ نهاية النظام ستكون حتمية ، فهل يتّعظ هؤلاء مما جرى مؤخرا في دمشق ؟ والعاقل من اتّعظ بغيره .
من سيكون الحاكم القادم الذي سيلحق بالسيّد بشار ؟ فمن لديه الجواب فليبلغنا به ، وله جائزة كبرى مقدّمة من العبد الفقير كاتب المقال ، وهي عبارة عن قبلة على جبينه ، وقبلات على جبين كل ثوّار الأمّة الأحرار ، وفي مقدّمة هؤلاء ثوّار غزة الأبطال .
كاتب فلسطيني