لقد دفع الوطن ثمن" فزاعة المصالح"، ف...أهمية المعارضة، تكمن في تبيان *أخطاء النظام* للشعب، فتتقوى،بها،وتعزز مكانتها، حتى توصلها،الى سدة الحكم أحيانا،أما* فزاعة المصالح*؛ فهدفهم الأول هو مصالحهم،قبل مصلحة الوطن، وهذا ماجعلنا نتذيل كافة الأبحاث الدولية المتعلقة بالتنمية .
مازالت حمى الإنتخابات تلقي بظلالها على المشهد العام، هدوء،وحياة عادية،وقلق وتوتر،وكأننا في أجواء غير عادية، " تؤثر" على السكينة العامة ،وعليه مادامت الحياة جد طبيعية ،ومادامت الدولة قوية، والمقاربة الأمنية فريدة من نوعها في شبه المنطقة _ لله الحمد _ أمن واستقرار ،ليش مايطلق سراح " النت " مع اطلاق سراح الموقوفين في أحراش الإنتخابات الرئاسية ؟
إن نتائج الإنتخابات الرئاسية خلطت الأوراق كلها، لأن كشكول الحزب الحاكم حوالي 230بلدية و90% من النواب وآلاف المستشارين فضلا عن رزنامة رجال الأعمال والمشايخ والوجهاء وأصحاب النفوذ والزعامات القبلية بالإضافة إلى الضيوف الجدد الذين اقتنصتهم المصالح الذاتية على حساب المبادئ جاءت نتائجهم دون المأمل وهذه العبارة سبق لرئيس الجمهورية الفائز في الإنتخابات الرئاسية، الأخيرة، سبق له وأن قيم بها وقوم، أداء إحدى حكوماته في بحر المأمورية الأولى ،قبل أن يجري عليها تحويرات،لم تقدم للأسف ،ولم تعط النتائج المرجوة ،لا من ناحية محاربة الفساد، ولا من ناحية التشغيل، ولا من ناحية تخفيض الأسعار، ولا من ناحية الحريات العامة، الآن وبعد أن تبين الخيط الأبيض، وأعلن عن فوز رئيس الجمهورية بمأمورية ثانية على حساب مرشحين ليسوا من أولئك الفرسان الأشداء شعبياً، فإن الرسالة المستوحاة من نتائج الإنتخابات الرئاسية، هي التخلي عن فلسفة " ضم الخصم والتقوية به" الى جانب التخلي عن فلسفة " التدوير" ،فالشعب لم يكن ذلك القطيع الذي يوجه " الراعي " أينما شاء، حين تصوت العاصمة السياسية، " بلا " وتصوت العاصمة الإقتصادية، "بلا " ،فلم يبق سوى الغربلة الشاملة، وتصحيح الإختلالات الجمة التي لا تخفى على معصوبي العينين ،حين صوتت داكار بلا في الإنتخابات التشريعية، رتب الرئيس ماكي صال حقائبه استعدادا للرحيل ،وقد رحل رغم الإنجازات العملاقة التي بقيت خالدة للشعب السنغالي .
إن التجربة الديمقراطية في موريتانيا مازالت قيد التشكل ،ومليئة بالأحراش ،ونخبتها يجري عليها مايجري على النخب العريقة،التي ملها الشعب، فالأحزاب القديمة رأيناها تتهاوى،في أوروبا، وفي جارتنا السنغال، وفينا نحن ،وليس تصدر الحقوقي بيرام الداه اعبيد لوصافة ترتيب المرشحين لرئاسة الجمهورية للمرة الثانية على التوالي إلاجزءا من تردي شعبية الأحزاب المعترف بها.
إن السياسة ،بالفهوم الأمريكي، سلم في الداخل،وحرب مع الخارج، ولكنها، حربا، على المصالح ، وهنا يكمن النجاح، وحسن الأداء ،وتوفير كافة متطلبات الحياة، بشكل جيد ،وممتاز، تماشيا مع المعايير التي تتخذ في مؤشرات الأبحاث الدولية، سواء تعلق الأمر ب:
جودة التعليم، أو جودة الصحة، أو جودة المواصلات، أو البنية التحتية، أو القدرة الشرائية، أو السكن الإجتماعي، أو ارتفاع دخل الفرد، أو توفير لقمة العيش، أو محاربة الرشوة،أو محاربة الفساد، والمحسوبية.
السياسة لا تعني الفوز،والسيطرة، فحسب ،فقد يمضي حكم عقود طويلة، ،ثم ينهار بشكل عفوي، بسبب الإنزلاقات، وفي تاريخنا المعاصر وقعت حالات كثيرة من نظام الشاه في إيران الى نظام تشاوسيسكو في رومانيا وصولا الى الربيع العربي...
نعلم أن العيون مشرئبة نحو تشكلة الحكومة، إلا أن المواطن لم يرفع سقف التغييرات.
لقد دفع النظام الحالي، مخاطر مصطلح *معارضة بديلة* وهو مصطلح لم يوجد حتى في أعرق الديمقراطيات الدولية، احلال الشرائحية، محل الأحزاب للأسف وقع الشرخ ،وازداد، بفعل السياسات الخاطئة، التي غذت الغبن وباعدت الهوة ،وصدعت المجتمع، وهذا ما يتأكد يوما بعد يوم، مع ** فزاعة المصالح ** من الحركيين والأحزاب في زمن الغوغاء .
رافعة الإصلاح لا تتطلب كثيرا كي تتبوأ البلاد مكانة عالية، محاربة الفساد محاربة حقيقية ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي