في كتابه "الخلافات السياسية بين الصحابة" يطعن "شنقيطي قطر" (لتمييزه عن شنقيطي المدينة، وشنقيطي القاهرة) في عدالة الصحابة ويرد أحاديث في الصحيحين، وهو "أستاذ الشؤون الدولية في جامعة قطر". وفي "فتاويه السياسية" يعد بعض الحدود "مصائب فقهية"... كل ذلك من أجل التدقيق في المعلومة، والحياد في الموقف، زعم. لكن كل هذه التدابير المنهجية الصارمة تختفي حين يعثر شنقيطي قطر بخبر في وسيلة إعلام صهيونية يشهر بوطنه، فيسارع بإعادة نشره، ليتلقفه "أسير الكتائب" الذي تسلل إلى ليبيا فكان يراسل "جزيرة الشيطان" منها بصفته "شاهد عيان" حتى قبض عليه مختبئا في الزاوية يبث الأكاذيب من غرفة مظلمة.
حين نعود إلى التاريخ، الذي يفاضل الشنقيطي بينه والوحي، ندرك لماذا يتصيد الفرص لإيذاء وطنه. فقد دبج مقالا في مدح موريتانيا، ونظامها السياسي تقدمة بين يدي زيارة أميره إلى نواكشوط.. فشلت الزيارة، فنقض الشنقيطي غزله أنكاثا في مقال حطيئي سيدمن أسلوبه كلما "عنت" له فرصة للنيل من وطنه اهتبلها. لم يتعلم شنقيطي قطر من خسارة عربونه، فقدم ( آفانص) للنظام الجديد لم تتجاوز "حسن نية" يمن به ( أنظر: الكنتي، يمنون عليك). فلا غرابة إذن أن يتربص بوطنه وسط دمار غزة ودماء أطفالها، فيتهمه زورا اعتمادا على خبر في صحيفة صهيونية تطلق الشائعات والمكائد مساهمة منها في المجهود الحربي لجيش جرح في كبريائه فظهر تهافت أسطورته الهوليوودية.
كان فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني السباق إلى التعبير عن المشاعر الصادقة في مواجهة حرب الإبادة ضد أشقائنا في غزة، ثم أكد في قمة الرياض ضرورة وقف المجازر في غزة. في كل ذلك كان يعبر عن الموقف الرسمي والشعبي للمورتانيين من الحرب في فلسطين. هذا الموقف الصلب هو الذي دفع الصحيفة الصهيونية إلى محاولة تشويه صورة موريتانيا بادعائها الباطل الذي لم يلتفت إليه سوى شنقيطي قطر، وأسير الكتائب؛ عمر بن وجيه عن حماد عجرد.