لا يحتاج النهار إلى دليل، إن معركة السابع من أكتوبر تعد نقطة مفصلية في تاريخ الصراع الحضاري بين الشرق والغرب، ولو عدنا إلى هضاب التاريخ لأرجعتنا معركة طوفان الأقصى إلى سنة 413,قبل الميلاد في رحلة بحث عن الحقيقة من أجل تطبيق العدالة والمساواة بين بني الإنسان فقد أضاء الفيلسوف ديوجينيس أوفأناركي مصباحا في وضح النهار وتجول به في شوارع المدينة لحكمة بليغة مفادها أن العالم يسوده الظلم والغطرسة وبالتالي فإن معركة السابع من أكتوبر الغزاوية كشفت المستور و أوقفت شعوب العالم الثالث المسحوقة حضاريا على زيف مايتشدق به الساسة الغربيون عن المساواة والعدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين ودواعي الفشل والتخلف انطلاقا من مبدأ،حرام علينا، حلال عليهم ، ف...استخدام وسائل الدفاع من أجل الحقوق الشرعية حلال عليهم عندما حاربوا النازية غداة الحرب العالمية الثانية، يومها لم يطلق إعلامهم، وكتابهم، وساستهم، على مقاومة أدولف هتلر مصطلح الإرهاب، وحرام على الفلسطينيين وغيرهم النضال بكل الوسائل المتاحة التي يفرضها الضمير الإنساني من أجل نيل حقوقهم المسلوبة، لذا لم يعد الحديث عن حقوق الإنسان من مسوغ في عالم يسود فيه قانون الغاب، التعاطف مع الجاني، ودعمه، بكل الأدوات اللازمة بالسلاح والمال والدعاية غير أن هذا كله لا يساوي شيئا بفعل قوة الإرادة فلا أمن و لا سلام ولا استقرار مادامت أرضي التي ولدت فيها وترعرت مسلوبة مني ولتتحد قوى التضليل والهيمنة الخاوية من روح الإنسانوية وعليه فالطور الحضاري الثالث الدال على أفول حكم القوي قد بدأت معالمه تظهر للعيان وفق نظرية ابن خلدون في أطوار الحكم .
القضية الأخرى المستخلصة من حرب الإبادة على غزة أن حقوقيي العالم الثالث اطلعوا على حقيقة الغرب في مجال العدالة الإجتماعية والمساواة وبالتالي فإن التعاون مع المنظمات الغربية الغرض منه زرع الفتن والإقتتال بين شعوب العالم الثالث من أجل تمكين الغرب من رقاب الشعوب المستضعفة وما يجب على الحكومات في العالم الثالث و معارضاتها والحقوقيين هناك هو إدراك هذه المسألة و العمل على تطبيق العدالة الإجتماعية التي هي في صالح الجميع.
وما يبعث إلى الإستغراب هو توالي الزيارات الداعمة للقادة الغربيين مرددين أغنية واحدة هي عنوان صحفهم ومجلاتهم وإعلامهم ككل لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، بينما ظلت بيانات الشجب والتنديد الطابع المهيمن على المواقف العربية ،السابع من أكتوبر، كشفت المستور، وأضاءت مصباح ديوجينيس في 2023 م مرة أخرى ...
محمد ولد سيدي كاتب صحفي