السلام •• مع السلام _ إفتتاحية موقع- اركيز انفو

سبت, 10/21/2023 - 08:41

النكسة الثانية متعددة الأوجه وهذه المرة تختلف مليون درجة عن نكسة 1967م فإذا كانت النكسة الأولى تعني تغيير جغرافي في البنية العسكرية والديمغرافية فإن النكسة الثانية " عكسياتية " وقد أذابت الجليد وأوقعت تسونامي نفسياتي أسفر عن هزيمة استراتيجية لأكبر قوة عسكرية وتكنولوجية في العالم أدت من بين ماأدت إليه إلى " صغر إسرائيل " في العالم بعد كوماندوز طوفان الأقصى الموافق من 7/10/2023م حيث تحولت القبة الحديدية إلى غربال في لمح البصر وتحول مركز المراقبة إلى قلعة كلاسيكية في العصور الحجرية .
النكسة لم تعد تعني هزيمة 1967م المأساوية بقدرما تعني تفوق تكتيكي محكم غير موازين اللعبة، وأنسى العالم" اللاحر " في صناعاته الصراعاتية والتوتراتية مع روسيا والصين وإيران و منطقة الساحل وكأننا نحيي عدوان ثلاثي آخر ، ليس على دولة مصر، ولكن هذه المرة على رقعة جغرافية صغيرة بحجم الفاتيكان هي غزة المحاصرة من كل مكان .
نعم العالم " اللاحر " حيث رمى بالقيم الجوهرية لحضارته عرض الحائط فبينما يجب معاقبة الجلاد والعطف على الضحية وتحكيم العقل والضمير الإنساني صب الزيت على النار لا لشيء سوى أن ماطمحت له شعوب المعمورة من تحرر وإنعتاق لا يجوز لشعب أستبحت أرضه وقطعت أوصاله بالحواجز، وهجر منه الملايين .
السلام مع السلام، وليس مع الخطف والقتل اليومياتي وتدمير المباني وحرق المزارع والإستيطان المستمر وتطويق القرى الفلسطينية بالمستوطنات،فبأي منطق يبقى مواطن ولد وترعرع في أرضه يبقى مكبل الأيدي لا يلوي على شيء في قفص محاصر برا وبحرا وجوا مع ذلك يناشد للحن سيفونية السلام و الأقطار العربية البعيدة تناشد للتطبيع دعما للسلام المفقود بالآليات كمن يعطي ويمسك بيد أخرى.
لم تأخذ إسرائيل العبرة من التاريخ، ولا من التشرذم والشتات، ولا من الويلات التي حلت باليهود خلال الحرب العالمية الثانية، ف...شعب يريد أن يعيش كباقي شعوب الكون يجب أن يتقاسم السلم مع جيرانه أو مع من سلب منهم واشترى وهجر وبنى ف...الهولوكس _ كما يزعمون _ ويزعم العالم _ يجب أن لا تتكرر لأي شعب لأنه سلوك همجي لايمت إلى الإنسانية في شيء وبالتالي فإن إبادة سكان غزة لن يزيد الوضع إلاسوءاً ولن ينعم الإسرائليون بلذة السلام لذا فحل الدولتين هو المنقذ من سلاح الإرادة التي لا تقهر بالبوارج وحاملات الطائرات والصواريخ والقنابل الفتاكة.
لقد أبانت غزة للبشرية، ظلم العالم ،لجزء من العالم فالرؤية لمدعاة العنف تختلف فالمدافع عن أرضه ليس إرهابيا بقدرما هو مقاوم وفق منطق الفطرة السليمة فهل يمكن القول أن الفيتناميين إرهابيين شأنهم في ذلك شأن كافة حركات التحرر في العالم من الهند إلى جنوب إفريقيا؟
لقد صغرت إسرائيل في أعين العالم بعد نكسة طوفان الأقصى كما صغرت الولايات المتحدة الأمريكية في أعين طالبان من قبل وقد سلمتها حكم أفغانستان من جديد وصغرت فرنسا في أعين الأفارقة ومن حين لآخر تطرد من هنا وهناك .
العالم يتحرر، إفريقيا من الإمبريالية الفرنسية، و فلسطين من الإحتلال الإسرائيلي و العراق و أفغانستان من الغزو الأمريكي ...
السلام..مع السلام، ولا زيادة على ذلك.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي