تختلف الإنتخابات البلدية والتشريعية عن الإنتخابات الرئاسية نظرا لعدة عوامل بعضها سياسي ،وبعضها أيديولوجي، وبعضها له علاقة بالمحيط، كالقبيلة والمصاهرة وحتى الصداقة وبين هذه العوامل ينقسم الناخبون سواء في الوسط القروي، أو في الوسط الحضري، وغالبا ما تكون النتائج جد متباينة في الوسطين .
يميل الناخب للتحرر من كل الإكراهات في المدن نظرا للوعي والثقافة وصعوبة الحياة أحايين أخرى.
وبما أن الزمن دوار، والعهدات تتوالى، يأخذ الناخب الدروس والعبر من الساسة والمترشحين حسب الوفاء بالعهود والوعود.
وانطلاقا من القيم والأعراف وسلوكيات الأفراد فإن الناخب يقرر لمن سيمنح صوته، بصرف النظر عن العوامل الآنفة الذكر.
إذن الصدق مع الذات، ومع الأفراد كنز من كنوز الحياة، لأي كان، و الحكمة أن لا نثق في من خدعنا و لو مرة واحدة كما يقول ديكارت.
والحكمة أن يبارك الخاسر للفائز حتى تتبلور التجربة الديمقراطية وتغرس في نفوس المواطنين أنها لعبة لابد فيها من غالب أو مغلوب وهذا هو ماقدم دول الغرب على باقي البلدان والحضارات الأخرى.
إن جوهر مأسسة الديمقراطية الشفافية والإعتراف وبدونهما تفقد أهم موادها.
وهنا نختم ببيت من الشعر من معلقة عمرو بن كلثوم للذين يجرفهم التهور وقلة الحنكة :
ألا لا يجهلن أحد علينا ## فنجهل فوق جهل الجاهلينا
التحرير - اركيز انفو