قصة الصحابي الذي أراد النبي إحراقه في النار...

ثلاثاء, 06/13/2017 - 23:30

يروى أنه كان في زمن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام شاب يسمى علقمة
وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة فمرض
واشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى رسول الله أن زوجي علقمة في

النزع , فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عمارا وصهيبا وبلالا وقال : امضوا إليه ولقنوه الشهادة، فمضوا اليه
ودخلوا عليه فوجدوه في النزع فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ولسانه لا
ينطق بها فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبرونه أنه لا ينطق
لسانه بالشهادة، فقال صلى الله عليه وسلم : هل من أبويه أحد حي ؟؟
قيل : يا رسول الله أم كبيرة بالسن.

فأرسل إليها رسول الله وقال الرسول :
قال لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله وإلا فقَرّي في المنزل حتى يأتيك… فجاءها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : نفسي له الفداء أنا أحق بإتيانه،
فتوكأت على عصا وأتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت فرد عليها السلام وقال لها : يا أم علقمة

كيف كان حال ولدك علقمة ؟؟

قالت : يا رسول الله كثير الصلاة وكثير الصيام وكثير الصدقة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما حالك ؟

قالت : يا رسول الله أنا عليه ساخطة.

قال : ولمَ ؟

قالت : يا رسول الله يؤثر عليّ زوجته ويعصينى.

فقال رسول الله : إنّ سُخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة، ثم

قال : يا بلال انطلق واجمع لي حطبا كثيرا.

قالت : يا رسول الله وما تصنع به ؟

قال : احرقه بالنار بين يديك.

قالت : يا رسول الله لا يحتمل قلبي أن تحرق ولدي بالنار بين يدي.

قال : يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى، فإن سرّكِ أن يغفر الله له فارضيْ

عنه فو الذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصدقته ما دمتِ عليه

ساخطة.

فقالت : يا رسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضر من

المسلمين أنى رضيت عن ولدي علقمة.

فقال رسول الله : انطلق يا بلال إليه فانظر هل يستطيع أن يقول لاإله إلا

الله أم لا ؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني فانطلق بلال

فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله.

فدخل بلال وقال : يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة

وإن رضاها أطلق لسانه.

ثم مات علقمة من يومه فحضر رسول الله فأمر بغسله وكفنه ثم صلى

عليه وحضر دفنه، ثم قام على شفير قبره فقال : يا معشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجته على أمه فعليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين.

لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها

ويطلب رضاها , فرضى الله في رضاها.
اللهم اكرمنا برضى أمهاتنا وآبائنا علينا يا أرحم الراحمين.
آمين