المنظومة •• أمس واليوم

سبت, 06/25/2022 - 14:20

إن المواطن ،والمثقف، وحامل الشهادة العليا، في حيرة من أمرهم، دولة تتفجر أرضها بالثروات، ومع ذلك يطحنها الفقر والجهل والمحسوبية...في حين تشهد بلدان أخرى طفرة إقتصادية غير مسبوقة، بثروات قليلة، وهدايا متواضعة...
في كل مجتمعات الكون لم تشيد الصروح، ولم يسود الرخاء، إلا بردع المفسدين ،لأن العقوبة سلوك تربوي، في كل الشرائع،والقوانين، ويدخل في المفسدين:
المختلسين، والمرتشين، ومستخدمي النفوذ للمصالح الذاتية...
أن ترقى دولة،الى مصاف الدول التي حجزت مكانة لها في المحافل الدولية بالتوجيهات والإرشادات دونما إيذاء للضاربين بالقانون عرض الحائط ف....ذلك أمر مستحيل.
خلال العشرية، أمس...وقع نهب، أو اختلاس، أو سرقات،سموه ماشئتم،، ولكن، وقعت،أيضا إنجازات شوهدت، وبقيت كالجبال الراسيات، و كل البلاد، أوراش، والكل في سباق مع الزمن لإنهاء المشاريع وفق الفترة،المحددة ،ونواكشوك هي جوهر التغيير وخلايا البناء والتطوير والتنمية سواء في وسطها، أو أطرافها، مطار نواكشوط، وقصر المؤتمرات، ومستشفيات القلب وامراض الكبد والأمومة والطفولة...والترحيل...والساحات العمومية، والحالة المدنية البيومترية، وشركة النقل العمومي و الخطوط الجوية الموريتانية، مشاريع حديثة، وأخرى جاءت على أنقاض مشاريع لعبو خيلها في عشرينية ولد الطائع، وفترة سيدي ولد الشيخ عبدالله، ناهيك عن N كلية و N معهد للتعليم العالي وN طريق معبد في مختلف محافظات الوطن وN مطار.
اليوم، ونحن في الذكرى ال 3 على برنامج تعهداتي، الفريق، هو نفس الفريق الذي كان في سباق محموم ليس دعماً للرئيس فحسب، ولكن، في تنافس حي في تنفيذ برامج وقرارات الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز المياه والطاقة والزراعة والطرق والعمران والصحة والتعليم والتكوين المهني والرياضة، المفارقة الحرية المطلقة لفريق اليوم، مقابل ضعف الأداء، ومما يزيد الأمور استغرابا هو: حجم الأموال المصبوبة من العالم، وارتفاع مداخيل الخزينة، دون أن ينعكس ذلك على المواطن البسيط.
في مجال محاربة الفساد، تأذى العديد من الشخصيات خلال العشرية، بينما اليوم، لم يتأذى المفسدون، وبرنامج تعهداتي ديباجته الأولى محاربة الفساد حيث تم تدوير مفسدين، تلطخت أياديهم بالمال العام، وفرضت بعثات التفتيش للقلاع المزورة على مدراء تسديد أموال الشعب، في حين تمت ترقية بعضهم، وبعضهم مازال يزاول عمله كأن شيئًا ما لم يقع!!!!
لم يخرج تقرير عن تسيير ميزانيات العشرية خلال العشرية الفارطة، خرج تقرير تسيير ميزانيات أواخر العشرية خلال بداية خمسية ولد الشيخ الغزواني، وقل من سلم من الجهاز الإداري، بالمقابل لم ينشر حتى اللحظة تقرير محكمة الحسابات عن تسيير ميزانيات 2020و2021و2022م ليدرك المواطن البسيط أي أيادي الجهاز الإداري بالأمس واليوم أكثر بياضا.
إن مايبعث الى العجب الدعامات التي تحصل عليها نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ولما تستغل هذه الدعامات وفق ماهو مطلوب مثل حجم ميزانيات 2021و2022م،حوالي ترليون أوقية مصحوبة بصندوق كورونا 45مليار أوقية وخطة الإقلاع الإقتصادي إبان جائحة كورونا 241مليار ومع ذلك لم يشاهد مشروعا ضخما على غرار مشاريع العشرية الفارطة، بل رأينا مشاريع عبث بها ك...مشروع جسري الحي الساكن وكارافور باماكو، فضلا عن سرقة الذهب وتهريبه الى دولة مالي ،الجانب الإجتماعي هو الأقرب الى شيء ملموس خلال مامر من الخمسية، حيث استفاد آلاف المواطنين من التأمين الصحي ومساعدات نقدية وتقسيم مواد غذائية.
خلال العشرية الفارطة وقع شيء من الشفافية في امتحانات التوظيف حيث ولج الآلاف الإدارة العمومية عن طريق امتحانات المدرسة الوطنية للإدارة التي كانت حكرا على أبناء النافذين حيث بات امتحان المدرسة الوطنية للإدارة روتينيا أمام أبناء الطبقات الهشة والأستقراطية معاً،بدءا بدفعة 500 وصولا دفعة 3000 وظيفة والأخيرة أجريت في فترة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلا أن الإعلان عنها في الأيام الأخيرة من فترة الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز.
ماعليه القول أن فريق اليوم، هو نفسه فريق الأمس، بالمجمل، وتلك الحيوية، الخارقة خلال العشرية، يجب أن تتواصل، فالزمن أوشك أن ينتهي دون أن نشعر بجديد في المجال الغذائي والبنيوي، وإذا كانت حرية التعبير، وتنبيهات المعارضة ديناميكيا هي، أسباب نجاحات مشاريع العشرية، فإن التقارب،مع المعارضة،وتعيين أفراد منها، لم ينجم إلا الى الخمول وضعف الأداء، فإن الإنكماش على الموالاة وحدها- وأصحاب الأيادي البيضاء منها- والتوكنوقراط - هو الحل الأمثل لرفع وتيرة العمل من مقياس التباطؤ الى مقياس السرعة طالما أن الزمن يقوم على السرعة والمنافسة الشريفة مع الجودة وحسن الأداء.
وقبل الختام، نعرج قليلاً،على حزب الأتحاد، من أجل الجمهورية، هذا الحزب هو الرافد الأول للحكومة، من الأطر والوجهاء، ورجال الأعمال، إذا كان فيه من فساد فأغلببته من الحزب الحاكم، وأعوانه، منذ دخول البلاد التعددية السياسية ، وتصحيح البدايات، ختام للنهايات، المؤتمر الوطني للحزب لم يتماشى والأعراف الديمقراطية ديكور أكثر منه مؤتمر ،لوائح جاهزة لم يصوت عليها، لا المجلس التنفيذي، ولا المجلس الوطني، اليوم يعيش الحزب وضعية يرثى لها، صراعات وتطاحن، وتسريب وقدح، واستقالات، لأن كشكوله، يتكون من وافدين جدد، وصقور عناد ضد أي انفتاح، وما هو واقع من فتور في العمل، يتماشى والمناخ العام، ولما رأينا فقرة في حوصلة أنشطة الحزب تتكلم عن تقديم الحزب لتعازي داخلية وخارجية علمنا حينها أن الحزب يحتاج لغربلة شاملة، وأدركنا وقتها أن الحزب يعاني أكثر من أي وقت مضى وهذا ما أكدته سيرورة الأحداث وضعف الخطاب.
أمس، أوراش، وبرامج، وحضور دبلوماسي منقطع النظير، انعقاد قمم إقليمية في نواكشوط، وترأس أخرى في الخارج، وحل نزاعات دولية تحت طنين الرصاص وأزيز الطائرات ولمعان الصواريخ ،وتوافد قادة كبار من حين لآخر ،وحرية بلا حدود، اليوم أزمات، دولية، وبرامج ضخمة، وجعجعة بطحين قليل، وحرب وهرج على الفساد سرعان ماخفت حدتها، وآمال كبرى دون أن تمتطي طرق الولوج الى الأهداف المنشودة.
ننوه الى أن قطاع التهذيب من أنجح القطاعات في هذا العهد، وقد يعود ذلك الى قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب، حيث وقعت ترقيات لحقول شتى لعمال التهذيب الوطني فضلا عن تشييد مئات المؤسسات التربوية.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي