من الرابح في اغراق السفينة؟؟

أربعاء, 05/25/2022 - 16:54

توطئة:
عندما ينحرف النضال، فليس أمام السفينة إلا الغرق،والصراعات الفئوية، نار بلا دخان...عشنا في بيئة نقية...ويجب أن تظل!!
المقال:
بيئة البحر جامعة لكل الكائنات، وعندما يتلوث البحر، تهاجر الكائنات ،، لأن الصفاء هو الوسيلة الأنجع للتعايش والإجتماع،هكذا هو حال الوطن ،ولدنا في بيئة نقية ...
السؤال المطروح:
كيف ننقذ السفينة من الغرق إذا أصيبت بخروقات متعددة ؟
القبطان المتمرس، يعرف كيف ينقذ مركبه، في اللحظات الصعاب...
سفينة البلاد، تعاني من خروقات عدة الفئوية:
حراك لمعلمين، حراكات لحراطين، إفلام، اجعبن ...وتتقاطع هذه الحراكات المجتمعية في محاور الملهاة واللامبالاة، والمحافظة على التمكين...إنه " الطرطيك " كما يسمونه البحارة، حيث تغرق السفينة في لمح البصر، ماعليه القول أن الحكومات المتعاقبة ،لم تأخذ مخاطر الخطابات الفئوية، ولا الغبن الإجتماعي، مأخذ الجد، والمفارقة أنهم يحتفون، بكل متملص من الحركات الفئوياتية، يعينوهم، ويقدموا لهم بعض الإمتيازات، فغدت هذه الحركات مادة جذابة للنفع والإسترزاق المطلى بغشاء الحقوق والنضال، وبما أن حركة التاريخ تفرض التغيير، والتطور، والحياة تصحيح للإختلالات، فإن القيمين على الشأن العام عليهم أن يتداركوا الخطر المحدق الذي يخيم هذه الأيام على البلاد في ظل ظروف إستثنائية إقليمية ودولية، فلو أن كافة المكونات شعرت بالإنصاف، و المساواة، لما ظهرت هكذا أمراض عفا عليها الزمن ،وبالتالي فإن الوطن الجامع، لا يعني أن تكون مواطن من درجة ثانية، أو لادرجة، أو نكون متفقين جمعوياُ، أنك من الدرجة الأولى، ويجب أن تظل هذه المسلمة الرجعية، مترسخة في الذهنية الجمعوية في عصر الآلة والبحث عن حياة بديلة عن كوكب الأرض،صحيح أن السلم الإجتماعي لايمكن محوه، حتى في أرقى المجتمعات المتحضرة، إلاأن ذلك لم يمنع من ترسيخ دولة القانون ،بالعدل والمساواة بين كل الأطياف ،بعيدا عن التراتبية ومايرتبط بها من معوقات جيو إقتصادية واجتماعية و ثقافية ...
إن الحديث يجب أن يكون بالمشاريع الناجحة والخطط الخلاقة والسباق مع الآخر في البناء وتراجع معدلات الفقر والتقدم في مجالات الحكامة الرشيدة والبحث العلمي،وليس عن المكون كذا ،والفئة كذا، مهمشة، وعليه فإن عصر الثورة الرقمية، عصر الأعاصير الإجتماعية، والتحرر من القيود، وفرض الذات، ف...صوتية واحدة، أو فيديو، حقيقي،أو مفبرك قادر على إحراق دولة في لمح البصر ،لذا فإن اللاعبين على أوتار الفئوية، و توظيفها، لأغراض ذاتوية، عليهم أن يتداركوا الخطر، المخيم هذه الأيام على الساحة التي تغلي بالخطاب الشرائحي، و التوزيعات القبلية في الأحياز الجغرافية..
لا وطن لنا غير موريتانيا ،نفخر ونحزن، بالإنتماء لها، لأن الفرص المتاحة لبناء دولة قوية لم تستغل الإستغلال الأمثل، في وقت قطعت بلدان أخرى مراحل متقدمة في التنمية، واستفادت من نكباتها، وحولتها الى رافعة للبناء، بينما بقي البلد الذي حظي بكافة الدعامات اللازمة يعيش في معمعمة الخصومات الرجعية والديون والتعلق بالآخر...
موريتانيا قاب قوسين أودنى من تصدير الغاز، وأجواء هكذا ،غير مطمئنة ...الرابح فيها هو الآخر.
محمد ولد سيدي- كاتب صحفي