الإكتفاء الذاتي من الحروب ••• قراءة تحليلية عن التصعيد بين البوليزاريو والمغرب

أحد, 04/10/2022 - 18:54

المنطقة العربية حققت الأكتاف الذاتي من الأزمات، والحروب، سواء في مرحلة الحرب الباردة حيث الحرب العراقية / الإيرانية، أو الحرب الأهلية اللبنانية، وماتلاها من تدخلات إقليمية ودولية في هذا القطر فضلا عن الغزو العراقي لدولة الكويت واتساع الشرخ في الدول العربية ناهيك عن الصراع العربي الإسرائيلي والتناوب حينا على غزو قطاع غزة، أو الضفة الغربية حسب تناوب الحكومات الإسرائيلية بالإضافة إلى تتعدد الحركات المسلحة في السودان .
المنطقة المغاربية ليست أحسن حالاً،من دول المشرق العربي، ليبيا مقطعة الأوصال بعد سقوط نظام معمر القذافي، حكومة في الشرق، وأخرى في الغرب، وصراع القوى الكبرى، يميل الكفة مرة لصالح هذا الطرف، ومرة لذلك، والشعب الليبي هو من يدفع فاتورة الحرب .
في ظل أجواء القلق، والخوف، ، وغلق الأجواء، والحدود البرية، والبحرية بين الأقطار العربية ،يظل المواطن يدفع ثمن تدويل الصراعات والخلافات البينية، في اليمن ،و سوريا، ولبنان، والعراق وليبيا والسودان والصومال.
تشير الأخبار المتداولة عن ضرب قافلة تجارية على الحدود الموريتانية مع الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو،قادمة من الجزائر ، وهذا التصعيد غير مستبعد نظرا لتطورات جيو سياسية، ستكون لها تداعيات على أمن واستقرار المنطقة، المكهربة أصلاً،ولعل إذعان إسبانيا للضغوط المغربية بقبول مبادرة الحكم الذاتي ،سيسفر لا محالة عن ردات أفعال غير حميدة وهو ما حصل حيث أعلنت وكالات إخبارية مقربة من جبهة البوليزاريو عن هجوم استهدف مقرات عسكرية مغربية ، خلال الأيام الماضية، تزامنا مع تلطيف الأجواء بين مدريد والرباط، ومن البديهي أن ترد القوات المسلحة الملكية على أي شكل من التحركات العسرية المناوئ لمبدأ الحكم الذاتي.
ماعليه القول أن المنطقة المغاربية، وغيرها من مناطق الوطن العربي، حققت الأكتاف الذاتي من الحروب والفتن، ويكفي من الحروب والأزمات، الحرب الروسية الأوكرانية التي أثقلت كاهل دول العالم بالأزمات الأقتصادية، وإذا ما تكلمت البنادق،والطائرات، المسيرة، في أجواء و تلال الصحراء ،الغربية، فإن شعوب المنطقة المغاربية ودول إفريقيا، وحتى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط ستعاني أكثر، خاصة أن إقتصادياتها لم تتعاف من مخلفات جائحة كورونا.
المتضرر الأول من تصعيد محتمل بين المغرب والبوليزاريو هو أسواق دول جنوب الصحراء والساحل الإفريقي، بصفة عامة، وموريتانيا بصفة خاصة إذ تشترك موريتانيا على حدود البلدين الشقيقين،، ولها معابر حدودية بينهما .
هذا وتعتبر المغرب المورد الأول للخضروات والفواكه للسوق الموريتانية، ودول إفريقيا الغربية،ويضاف الى أجواء التصعيد، موضة التطبيع التي بدأت تجتاح الحكومات العربية من البحرين والإمارات الى السودان والمغرب .
بإختصار فإن دول العالم بصفة عامة ملت من الحروب المدمرة، وعاشت فترات من السلم بعد الحرب العالمية الثانية، وعليه فإن استفزاز الغرب لروسيا ،ونواياه، الخبيثة، تجاه توسيع دائرة الأتحاد الأوروبي، وحلف الناتو، يمكن أن يدخل العالم في حرب كونية ثالثة، أكثر بشاعة وحيوانية، الضحية الأول، والأخير هو دول العالم الثالث.

محمد ولد سيدي