حين يكون الزعيم، ملهماً، وقائداً جسوراً...

أربعاء, 12/29/2021 - 10:13

هوغو اتشافيز يساري دخل القصر الرئاسي الفنزويلي عبر صناديق الإقتراع، أمم النفط الفنزويلي، فقام،بإصلاحات، إقتصادية، واجتماعية، خارقة عادته أمريكا، وانقلب عليه العملاء، لكن، الملايين التي انتخبت رئيس الفقراء الحقيقي، سدت فوهات البنادق، وأغلقت الطرقات، أمام الدبابات، وأحاطت بالقصر الرئاسي، والمؤسسات الإعلامية، فلم يكن أمام الإنقلابيين إلا أن استجابوا لصرخات الملايين التي انتخبت رئيسها، وأعادوا الرئيس هوغو اتشافيز الى عرشه مرفوع الرأس وسط الهتافات والرقص ورفض الدكتاتورية ،فلماذا استجاب الإنقلابيون، لصراخ الشعب؟؟؟ لأن القائد، زرع في الشعب، ماجعله حصناً،له من كل المكائد، قائد لا تجد فيه الصفوف، غايتها ، بقدرما هو قائد، ينتصر للرعية، وبها يقوى، وله تدين،حتى رحل.
في أقصى الشرق اتشافيز آخر، ومصلح آخر، ألهم المفكرين، ورجالات السياسة، أنهى حقبة، الأتاتوركية، وقفز بالأقتصاد التركي الى مصاف الدول المتقدمة في فترة وجيزة، لتعود تركيا، الى سابق عهدها. إمبراطورية، في الساحة الدولية، في أوروبا، وآسيا، وإفريقيا ،تقارع أعتى الإمبراطوريات، وتنتصر عليها، في العراق والقوقاز والبلقان والقرن الإفريقي، لتشد الرحال الى منطقة الساحل والمغرب العربي.
ولما تكررت التجربة الفنزويلية الفاشلة، تكررت أيضا، عملية اجهاضها، ملايين الأتراك، سدوا فوهات البنادق، والدبابات، وحاصروا الرجعيين، و أعادت الجماهير التي انتخبت رئيسها، عبر صناديق الإقتراع، أعادته أيضا منتصرة له، في معركة الميدان، فازداد قوة، وعزة، بقوة الشعب، وجدوائية البرامج الإقتصادية الخلاقة، والخطط الإستراتيجية الفعالة.
في إفريقيا والدول العربية، تجهض التجارب المدنية في المهد ،وأول من يبارك وأد الإصلاح، هي الصفوة، ، وطبيعي أن تتفاقم المشاكل المجتمعية، ،وتنهار الأنظمة القيصرية ،وتتساقط ،الواحد، تلو الآخر، أمام موجات تسونامي الجماهير الشعبية المتعطشة للرفاهية والحرية والعيش الكريم،لأن الأدوات التي يسير بها الحكم في هكذا، بلدان، ومع هكذا، نخبة، لم تكن صالحة، للزمان ولا المكان.
حين يكون الزعيم، ملهماً،وقائداً،جسوراً، وغيوراً، على بلده، تقوى الدولة، ويقوى المجتمع، وتتحقق النهضة، وينتشر الوعي، ويعم الرقي والرخاء.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي