
وجه معالي وزير الثقافة والشباب الناطق باسم الحكومة المختار ولد داهي خطابا قيما تناول عدة قضايا جوهرية تتعلق بدور الشباب تفاصيل خطاب الوزير هذا نصها:
أيها الحضور الكريم؛
شبابنا المحترم؛
نلتقي اليوم في محطة أخرى من محطات طموحنا وإرادتنا وتصميمنا.. نلتقي وقد أوشك مشروع إذاعة شباب الساحل على أن يصبح أمرا معاشا.. نلتقي في ضوء هذه القافلة التحسيسية التي ستشكل بكل تأكيد لبنة صلبة في ترجمة هذا المشروع إلى أرض الواقع؛ كما ستشكل نواة قوية لبناء التواصل والحوار والنقاش بين شباب منطقتنا (منطقة الساحل) بكل مكوناتهم وانتماءاتهم واهتماماتهم؛ مما سيخلق مجالا رحبا ومتسعا لمواجهة كل التحديات والعراقيل.
إن هذه القافلة -التي ستجوب مع قوافل موازية عديد مدن دول الساحل- تهدف إلى التوعية والتحسيس بأهمية هذا المشروع (مشروع إذاعة الساحل) الذي سيخلق فضاء للتعبير يستهدف أكثر من 65% من سكان بلدان الساحل؛ هي نسبة السكان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و35 سنة، وهي نسبة عالية جدا بكل الاعتبارات، وتواجه تحديات مرحلية تتزايد حدة وتعقدا؛ لذلك تحتاج جهدا مضاعفا لمواجهة ذلك الواقع الصعب.
حضورنا الكريم؛
من بين أهداف إذاعة شباب الساحل المساهمة الواعية والفعالة في مواجهة التحديات التي تعترض شباب المنطقة؛ تحديات التطرف والتطرف العنيف والجريمة المنظمة والهجرة.. مواجهتها من خلال وضع مقاربات سياسية مع -ومن أجل- الشباب؛ يتم تبنيها والدفاع عنها وحشد الدعم لها في المحافل الدولية والإقليمية والوطنية وفي البرلمانات ومع المجتمع المدني، إن هذه المقاربات تقوم على تعزيز قدرات كل الفاعليين في إطار إقامة ومراجعة السياسات العمومية لصالح الشباب، وخلق سياسات جادة وفعالة في التشغيل وتعزيز الكفاءة المهنية داخل جميع القطاعات، والتواصل بين الشباب، وتعزيز قدراته في مجالات المواطنة والثقافة والمجتمع والاقتصاد؛
إن هذه الاستراتيجية -المطبقة بالتعاون الوثيق مع المنظمة الفرنكوفونية- جاءت بعد حوارات واستشارات طويلة وعميقة وملحة لرفع تحديّات اليوم والغد، مع تركيز جهود مجموعة دول الساحل الخمس وشركائها على البرامج والمشاريع التي من شأنها المساهمة بشكل ملحوظ وملموس في ازدهار البيئات والفضاءات الشبابية ازدهارا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا.
أيها الحضور الكريم؛
مثّل الشباب أولوية الأولويات في برنامج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني؛ حيث مثل الاعتناء به (تعليما و تكوينا وتشغيلا و ترفيها) السمة الأبرز لتعهداتي، وخلال السنتين المنصرمتين تمت تعبئة موارد عمومية كبيرة من أجل ذلك، واستحدثت برامج و مشاريع وخلايا عديدة وبذلت جهود في التخطيط والتنفيذ والمتابعة معتبرة؛ بغية توفير الظروف المناسبة لترقية الشباب الموريتاني آتتْ نتائج جيدة بكل الصُّعُد والاتجاهات، والأمل معضد بالعمل في أن تتسارع وتيرة تحقيق الأهداف خلال السنوات الثلاثة المقبلة سبيلا إلى التحقيق الكامل لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
ويعكف القطاع حاليا على قطع الخطوات الأخيرة من أجل تقاسم وإثراء واعتماد مسودة استراتيجية وطنية لترقية الشباب تطال الفترة 2022-2024 وهي مناسبة كي أدعو من لم يشارك منكم في اللقاءات التمهيدية لإعداد الاستراتيجية أدعوهُ إلى الاتصال بالمديرية العامة للشباب من أجل الاطلاع على المقترح وإثرائه وتملكه وذلك ابتغاء الاهتداء إلى آلية برمجية طموحة وواقعية.
وذات الشيء بالنسبة للإعلام؛ حيث يعتبر إحدى الركائز في تعهدات رئيس الجمهورية؛ الذي يعي مركزيته في نشر الوعي وفي خلق ثقافة الشفافية وفي تعزيز قيم الحرية والديمقراطية.. من هنا يمكننا القول إن هذا الثنائي (الشباب والإعلام) يشكل مربط الفرس في تصورنا وفي أولوياتنا.
يضاف إلى ذلك وعي صاحب الفخامة بالتحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تواجه دولنا.. والتي لن نستطيع الانتصار عليها دون شباب واع وفعال؛ شباب يعي سياقات المرحلة التاريخية ومتطلباتها.. من هنا يكون التعويل على الشباب أكثر من غيره.
أيها الشباب المحترمون؛
إن مصير شعوبنا ودولنا في الساحل منوط بوعيكم وجهودكم وإرادتكم؛ فلتشدوا الأحزمة ولتغذوا السير من أجل تنمية بلدانكم وشعوبكم.. إنكم مسؤولون عن تذليل كل العقبات التي تعترضكم في سبيل أهدافكم النبيلة؛ المتمثلة في بسط قيم التسامح والعدل والتعايش، داخل دول مستقرة، تسودها التنمية والديمقراطية.
إننا مقتنعون بأن الاستثمار في الشباب وفي كل متعلقاته هو وحده الكفيل بتجاوز هذه الصعاب، وذلك للاعتبارات الكمية والكيفية معا؛ إذ يمثل الشباب القوة الحية القادرة على العمل وعلى العطاء وعلى الإبداع؛ كما يمثل الأغلبية الساحقة من بلداننا التي تعتبر بلدانا شابة، وتلك نقطة قوة لدينا لو استثمرناها مثلما ينبغي؛ لأن الشباب وحدهم القادرون على رفع وتيرة السرعة التنموية.
حضورنا الكريم؛
مع كل ما سبق يبقى طموح دول الساحل أكبر بكثير؛ خصوصا أن الإمكانيات والوسائل والمصادر البشرية معينة على مزيد من الطموح ومزيد من الإنجاز ومزيد من الأمل..
وختاما أشكر إخوتنا في دول الساحل على ما يبذلون من جهود من أجل رفع التحديات التي تواجه بلداننا، وعلى رأسها التحديات التي تواجه شريحة الشباب، كما أشكر شركاءنا في التنمية عموما وخصوصا منظمة الفرنكوفونية والاتحاد الأوروبي على مواكبتهم لطموح وتطلعات شباب دول الساحل، ونؤكد لهم تأهب قطاعاتنا لتنفيذ كل الالتزامات ذات الصلة بالشباب والإعلام ومواجهة التطرف والتطرف العنيف والجريمة المنظمة والهجرة.. وتطلعنا إلى مزيد إسهامهم في تنفيذ الاستراتيجيات والخطط والسياسات الداعمة للشباب ولطموحه، وهي فرصة كذلك للتأكيد –وإن كان الأمر لا يحتاج- على جاهزية واستعداد كل القطاعات التي تتقاطع وتتشارك التزاماتها ومسؤولياتها فيما يتعلق بالشباب.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.