أبعاد الحدث،في حراك اركيز..الإشكالية فيما هو سبب الحريق،وأخذالتجارب؟

سبت, 09/25/2021 - 11:29

مدخل..
عقلية المواطن، تغيرت، تجاه الحاكم، وتجاه نفسه، وغيره،وأصبح يدرك أكثرمن أي وقت مضى، ماله، وماعليه، والتحررالى حدالقطيعة، من عقدة التراث، والآخر..والأدوات التقليدية، ولى عهدها...
لو لم تكن خدمات الكهرباء، والمياه، والنت، سيئة في اركيز، لما وقعت أحداث الشغب، حتى نساء ،بعض أحياء اركيز، تجمعن عديد المرات، وبأسلوب حضاري، أمام مبنى الحاكم للمطالبة بمياه الشرب في السنواتالماضية...
نجدد الإدانة بما حدث، لكن، التبليغ عن مشاكل المواطنين، من مسؤولية الأجهزة المدنية والأمنية، والمنتخبين الذين غالبا،ما يأتون إلا في المواسم والمناسبات السياسية، كجولة لبعثات الحزب الحاكم بصرف النظر عن ذلك الحزب، أو زيارة وزير أو رئيس،،،
أملنا أن يطلق سراح كل الموقوفين ممن لم يرتكبوا جرائم تخريبية، وأن تراعى نفسيات المواطنين، والأضرار الإقتصادية التي عانوا منها خلال العقود المتتالية بسبب الإنقطاعات المتكررة للكهرباء...
فالمشكلة ليست في اخماد النيران، المشكلة في، ما هو سبب اندلاع النيران، ومن التجارب، نتعلم الدروس، فلم تتعلم إدارة صوملك اركيز، ولا رؤساء المصالح هناك، ولا المنتخبون الدروس من أحداث مدن: الطينطان وكوبني وتمبدغة وتيكنت ...
فلماذا لايبلغوا عن مشاكل المواطنين في اركيز المدينة السياسية التي يحج اليها مئات آلاف الأشخاص للتنزه والإستمتاع بجمال الطبيعة بعيدا عن أجواء المدنية.
المسألة الثانية ارتفاع عدد المعتقلين يزيد من التوتر في نفوس ساكنة المدنية المترامية الأطراف، وبالتالي فإن التعجيل بإطلاق سراح الموقوفين سيساهم من هول الصدمة.
الأحداث المؤلمة الصادمة ستغير كل الحسابات السياسية، في الإنتخابات القادمة، ليس في اركيز وحده، ولكن، في كل أرجاء البلاد،كما الناخب سيرسل رسائل للحزب الحاكم على ضوء تباطئ الإجراءات في الحد من ارتفاع الأسعار، وتدني الخدمات، والبطالة، وأشياء أخرى...
على حكومة ولد الشيخ الغزواني التي وعدت أن لا تترك أحدا على قارعة الطريق، أن تتغلب على الأساسيات أولاً،وقبل كل شيء...عندها سيكتب لبرنامج تعهداتي النجاح...
من المؤسف أن تنقطع الكهرباء في دولة تنتج الكهرباء، وتصدرها الى الخارج...
من المؤسف أن تنقطع المياه، واركيز يبعد عن نهر السنغال 40كلم، ،
ومن المؤسف أن توجد مئات التجمعات، بلا كهرباء، وبلا ماء،،،
ومن المؤسف أن لا يتم تحقيق الإكتفاء الذاتي، بعد واحد ستين عاما على الإستقلال...
ومن المؤسف أن توجد هكذا مشاكل جوهرية في بلاد تنتج الذهب والحديد والنحاس والفوسفات، ومياهها غنية بالسمك، ومساحة شاسعة من أرضها يمر بها نهر من أكبر أنهار القارة السمراء...
دول عديدة في محطينا الإقليمي تعيش أوضاعا سيئة، أسفرت عن انقلابات بسبب تردي الأوضاع، والإنقلابات مللناها، ولم تسفر إلا عن الأسوأ، والمجتمع المتمفصل ثقافيا، المتباين اقتصاديا، جاذب لكل المآسي، الحكمة تكمن في تصحيح الأخطاء الموروثة التي لم تتحرر منها الحكومات المتعاقبة.