سلطة المجتمع ح2..النيفارة وحشود الزيارات .!

أربعاء, 06/30/2021 - 09:12

توطئة..
أماكن تواجد هذا اللون الموسيقى في المناطق الجنوبية والشرقية من موريتانيا، ويخص على العموم محترفي الفن في آدوابة، والنيفارة،تلعب دورا هاما في الإلقاء لحنا وموسيقيا في المشرق العربي ،وصاحبها يجلس أمام أعين الفنان ،مطأطأ الرأس، ينتظر إشارات الأداء.
العرض..
فيما يبدو أن المجتمع يعاني من ظاهرة غير صحية، تشهد مواقع التواصل الإجتماعي هذه الأيام سجالاً،منقطع النظير، بين الأذواق الموسيقية التي تدخل في إطار الخصوصيات الجمعوية للمجتمع أو للطائفة أو المكون ولعل عوامل الثقافة والوعي والإنفتاح والتحرر من الأفكار الروسوبية المأقنمة بالرجعية المقيتة كانت وراء شعلة النيفارة عند لحراطين هذه الأيام ،وهي تدخل في إطار الفلكلور، الشعبي، وعليه، ،فإن تجمهر الذكور والإناث، في ليلة يسطع فيها نور القمر، فيما يعرف " بالشَّنَّة " لدليل ساطع على اختلاف العادات والتقاليد، وتقاربها في المجتمع الواحد، سواء تعلق الأمر، بمكونة، أو طائفة دينية، أو قبيلة، فالمدح في الطقوس الدينية يخص لحراطين أكثر من غيرهم عن بقية المجتمع في نفس الوقت، يدخل في لون من أهم الألوان الأدبية في فنون الشعر،والحكي، وأصبح أخيرا، أي المدح يأخذ بعدا وطنيا ،جامعا، تتبارى فيه مختلف الفرق الموسيقية الشعبية والدولية فيما بات يعرف، بمهرجان المديح، النبوي.
النيفارة لون موسيقي،شعبي، عندنا، هنا في موريتانيا مثلها، لعبة، الدبوس في الأفراح، ورقصة، الدبكة في الشام، والسيف عند الخليجيين، والسودانيين،والعصا عند المصريين ...
الصورة أدناه، تعبر عن رقصة فلكلورية شعبية اتشيكية في احدى المناسبات.
وبما أن الحياة تغيرت، اختلط الحابل بالنابل، الفن لم يعد لأهل، الفن، بعد،وأشياء أخرى، لكننا يجب أن نتغير، ونساير الركب، وننفض عنا غبار التخلف والجري خلف الآخرين، السؤال المطروح هو :متى نتغير؟
المحور الثاني من هذه المعالجة، في الزيارات الكرنفالية، المجتمع سلطة، بحد ذاته، هذه السلطة، توازي سلطة الدولة، التي من المفروض أن تكون هي الأقوى،في بداية العشرية، حاول الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وهو في عنفوان قوته، واندفاعه نحو التغيير، والقطيعة مع المسلكيات القديمة التي لم تعد صالحة للزمان ولا المكان كالزيارات الكرنفالية، فحاول بادئ بدءٍ،أن تقتصر التدشينات على شخصيات محدودة، وحذر الإعلام العمومي من التطبيل، ولكن، مجتمع الحشود والأحلاف أبى إلا أن يواصل مسيرات الحشود والأحلاف والإنتقال من العاصمة الى أبعد نقطة من أجل بناء نقطة صحية أو تزويد قرية ببئر ارتوازي أو بناء مدرسة، وأبت وسائل الإعلام العمومية إلا أن تجعل من هذا الإنجاز نهاية للمطالب وتحقيق النهضة الشاملة في نفس الوقت يبلغ التنافس أشده بين الفرق الموسيقية الشعبية بما فيها النيفارة في الشرق والجنوب.
إن أمة تعيش من خارج حدودها، يجب أن تعيد النظر في مستقبلها، وحاضرها، وتجيب على السؤال التالي:
ماذا أوصلتنا له الزيارات الكرنفالية، والحشود، والأحلاف، غير الإغراق في الديون والتعلق بالآخر،،
يجب أن نتغير..
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقع اركيز انفو