الورطة الكبرى- محمد ولد سيدي كاتب ومدون

أحد, 06/27/2021 - 10:39

ما أجمل العدل، يقول المثل الشعبي، الل اكبظ اصبع من ليد يكبظها كامل...
العدل أساس الملك...
محكمة الحسابات، مزكاة، وبها متخصصون، لم يأت عملها من فراغ...
لجنة التحقيق البرلمانية، منطقيا، مزكاة هي الأخرى، وعملها لم يأت من فراغ...رغم الزبونية وماشابها من لغط، من خلال التسريبات التي صدرت عنها...
حجم الفساد هو ما وضعنا في الحالة التي يرثى لها....
مجتمع الغالبية العظمى منه تفتقر الى أبسط مقومات الحياة، فساد، وديون، ومخدرات،والأخطر من هذا كله، التسرب المدرسي، والمبكر، والبدائل غير موجودة، سوى تعلم الجريمة المنظمة...
في الدستور يظل المتهم بريئا حتى تثبت إدانته...
مالا نقبله، هو الكيل، بمكيالين ،،،كيف يحال 1/300 شخصا الى السجن، وتبقى الغالبية العظمى من هؤلاء المتهمين، يزاولون أعمالهم، في إدارة لم يعد للفساد ولا المفسدين.....مكانة،فيها؟
كم من صفقات التراضي منحت لأفراد بطرق غير شرعية، ألم يعلن في المقابلة الوحيدة منذ سنتين للرئيس مع الإعلام الوطني أن صندوق كورونا، شابته،خروقات، أليس هذا اعترافاً، أليس هذا فسادا في زمن الطهارة من الدنس، ألم يعلن عن نشر تقرير محكمة الحسابات بشكل دوري كل سنة، هل نشر التقرير للرأي العام، في زمن الشفافية والنزاهة،كما وعد بذلك ؟
الرئيس، لديه، السلطة والقضاء، وبإستطاعته أن ينفذ ما وعد به للشعب من ترسيخ التعايش والوحدة والقضاء على مكامن الخلل، من مكامن الخلل، الإعتماد على متهمين بالفساد، وثقت تقارير محكمة الحسابات، فسادهم، لماذا لا يتم الإستغناء عنهم في مجتمع تطحنه البطالة والفقر والمحسوبية، أليس من المحسوبية الإحتفاظ بهؤلاء، ماالدافع بالإعتماد عليهم، وهم مدانون، وقبل ذلك عجزوا أن يقدموا الأفضل؟
لسنا ضد حبس ولد عبد العزيز، إذا ثبت القضاء، ضلوعه في الثراء الفاحش الغير مبرر، فقد سجن رؤساء حكومات ودول، وهذا يعطي للدولة هيبتها ويرفعها في مصاف الدول التي تحترم القانون، لكننا ضد المماطلة والبرودة في التعامل مع الملف 60محاميا كم سيكلف هذا ميزانية الدولة؟
لحديد ينخبط اللا حامي، مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا ،استعادة لخزينة الدولة 50مليار دولار في أقل من شهر، نحن الآن نمر في السنة الثانية على تقرير محكمة الحسابات، ولجنة التحقيق البرلمانية، والذين وردت أسماؤهم، هم من يتولون تسيير أغلبية الأجهزة الإدارية، والمناصب الشعبية في حزب الأتحاد من أجل الجمهورية ،ومن المفارقات أن صيغة برنامج تعهداتي أصبحت ترادفها صيغة " تدوراتي " لأن أغلب الذين يتم تعيينهم كانوا في العشرية أو ممن وردت أسماؤهم في تقريري، محكمة الحسابات ولجنة التحقيق البرلمانية ،إذن العشرية فينا، حتى النخاع...
ومع ذلك ليست العشرية رمادية كلها، ففي العلاقات الخارجية لم يعد لموريتانية مكانة في العالم قبل ولد عبد العزيز، فقد حل نزاعات دولية، وترأس على العرب والافارقة في القاهرة وأديس أبابا وفي المحافل الدولية، وعقد أكثر من قمتين في نواكشوط، قمة الجامعة العربية، وقمة الأتحاد الإفريقي، وأسس مجموعة دول الساحل الخمس، وأبرز تحركات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وأنشطته الخارجية تتعلق بنشاطات G5الساحل ،هذا فضلا عن مشاريع يحفظها فرسان أهل المبادرات أكثر وأصحاب التواقيع على خرق الدستور.
في الأخير فإن اللوحة المرسومة على واجهة قافلة حزب الأتحاد من أجل الجمهورية، تبين حجم التناقضات، وعدم إنسيابتها مع عنوان ورشة الوحدة الوطنية، مجتمع 70%منه من السود كيف تقنع من تحاضر لهم أن المجتمع ليست به مشاكل إقتصادية أو سياسية أو إجتماعية؟
لا مشكلة، ولا مشاكل في المجتمع،الشعب متآخي فيما بينه، ولكن، المشكلة في النظام نفسه، الصفة التي يدير بها شؤون البلد، تقود الى التشتت والصراعات البينية المهددة للنسيج الإجتماعي، لامحاسبة للمفسدين، المحسوبية في التعيينات، المحاصصة القبلية،نفوذ العوائل الكبرى...هذه الأمراض المجتمعية المتراكمة هي التي خربت دول، وأزاحتها من الخريطة، والعبرة في استخلاص الأخطاء، وتجاوزها، وليست في محاكاة فلسفات الإلهاء، فقد يضحك كثيرا، من يضحك أخيرا، الذين ألقوا بولد عبدالعزيز في ورطة يمارسون نفس السيناريو مع ولد الشيخ الغزواني والهدف مصالحهم الشخصية أكثر من مصالح الوطن، لولد الشيخ الغزواني متسع من الوقت يخوله أن يكون عمر الفاروق في عدله إذا كان يريد أن يحفظ اسمه في موسوعة جينيس للقادة الأبطال الذين خلدوا أسماءهم بأحرف من ذهب حتى صارت الأجيال تتوارث بطولاتهم جيلا بعد جيل، ليكوان يو، مهاتير محمد، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أمير قطر ، وباني نهضتها ،وبول كاغامى...
موريتانيا في الأدبيات الفرنسية، أنشأت لتكون دولة " ريعية " ولا نريدها كذلك، إلا أن قاعدتي، الل اتول ش ظاكو، وعفا الله عن ما سلف، تؤكدان أن محاسبة الأقوياء من اولاد لخيام لكبارات، من النوادر اللهم إذا تعلق الأمر، بتصفية الحسابات، أملنا أن ينجح ولد الشيخ الغزواني في تعهداته، وان لا تتبدد أحلامنا في التغيير البناء، وأملنا أيضا أن لا تكون، تعهداتي، كالبرسترويكا عند ميخائيل غورباتشوت ،العمل بمقتضى القاعدتين، هو ما أوقعنا فيما نحن فيه من تخبطات وتشفي للآخرين،،،
موريتانيا أمام مستقبل قاتم،غليان داخلي، ومحيط متفجر، وقيادة مكبلة من كل الجوانب، تركة الديون والفساد، والتحرر من الموروث، والقبلية، والتمرد على الواقع الإجتماعي، وتكاثر المنظمات الحقوقية المؤثرة،شعبيا...