
مازالت إفرازات العشرية تلقي بظلالها على المشهد السياسي والإجتماعي ناهيك عن التراكمات الصعبة التي توارثتها الأنظمة السابقة في ظل اختلالات عميقة،بعضها تاريخي ، وبعضها ، ثقافي، وبعضها سياسي، وبعضها ،إقتصادي ،هذا فضلا عن التأثيرات الإقليمية والدولية .
حين ننظر الى تشكلة الموالاة ،وحتى الى تشكلة الحكومة ،نفسها ، والإجراءات الخصوصية التي تحدث بشكل روتيني( تغييرات، الأربعاء)، نجد أن الطابع الأساسي لها، طابعاً،محاصصاتياً،قبلياً،لوناتياً،تدويرياً،أكثر منه، طابعاً إصلاحياً ،يبدأ أساساً، " بالأفراد " لأن بذرة الإصلاح، تبدأ، بإختيار الأفراد، وكفاءاتهم، بصرف النظر عن ألوانهم، وأعمارهم، وأيديولوجياتهم .
لا يمكن الدفاع عن العشرية، لكن، الخروج عنها، لم يحدث، بشكل من الأشكال، اللهم تلطيف الأجواء، رغم مايشوب أجواء التقارب هذه من مصالح، فردانية، بعيدة كل البعد عن الخطابات الثورية للمعارضة خلال العشرية الأخيرة .
إن الأزمة الحقيقية التي يعانيها الوطن، هي أزمة قيادة، وأزمة نخبة، فإذا ما عكست القيادة،غايات الناخبين، وتحقيق، طموحاتهم، فإن بقية الجوانب الحياتية، سيطالها التغيير، المثمر.
وبما أننا نعيش أجواء تصالحية، شكلية، فإن تلك الأجواء فوق إناء يغلي قابل للإنفجار في أية لحظة.
وبعيدا عن الأمنيات، وتجاهل الواقع المرير،ف تقارير البنك الدولي عن الحالة الإقتصادية والإجتماعية للبلدعن الحكامة، و محاربة الفساد ،والأمن الغذائي، غير مطمئنة للأسف وقد وضعتنا في دائرة الدول التي تعيش حروب وصراعات وتدويل.
المعادلة السياسية تمثلت في إرضاء المتنفذين للرئيس الحاكم، واتلحليح لغايات معينة، والحاكم هدفه ارضاء النخبة، فربح الهدوء السياسي، لكنه أيضا خسر جمهور عريض ،نظرا لضعف الأداء، وانتشار الفساد،والجريمة المنظمة، علاوة على ذلك، قلة الخرجات الإعلامية، وضعف وسائل الإعلام .
إن غياب رؤية حقيقية للإصلاح يزيد من الهشاشة ويولد الإحتقان،ولعل التعاطي مع الحريات، ومنع المظاهرات، والندوات، والإقتطاع من المدرسين المضربين، بدلا من تلبية مطالبهم كل هذه الرزم،زادت من تراجع الإيمان بمفهوم برنامج تعهداتي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لأن كل الوقائع، تدل على استمرار النهج، والحديث عن العناية بالطبقات المهمشة، والوحدة الوطنية مجرد أدوات للإستهلاك السياسي، وبالتالي فإن غياب الشفافية في التعاطي مع ملف الفساد، وتدوير المفسدين،أسفر عن تبني بعض الأفكار ،، بالإنفصال عن المركز، وهذه المرة،من الشمال العربي ،وعليه فإن ترويكا تعهداتي هذه، تحتاج لوجوه، غير متحورة،فالحرب على الفساد لم تأت أكلها ،وهي ،أهم مرتكز من مرتكزات البناء والتنمية وتأسيس دولة القانون،والبرامج المخصصة للحد من مخاطر الغبن والتهميش والتقارب بين المكونات الإجتماعية لما تعط نجاعتها، والأخطر من هذا كله، الإعتماد على وجوه أحرقها التطبيل في العشرية،،،،
لكي يلملم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الجراح،قصد إنتشال البلاد من التردي الإقتصادي، والتعلق بالآخر، عليه أن يحدث قطيعة،كلية، مع أدوات وميكانيزمات، الأنظمة السابقةالتي لم تر واقعها المزري، إلا من زاوية ضيقة،لم تستطع من خلالها أن تحدث نهضة شاملة رغم وجود، دعامات كبرى ،كالمعادن والصيد ،والزراعة وقلة السكان،،،،
يجب فك طلاسم المعادلة هذه نوايا للإصلاح، واستمرار للنهج...
محمد ولد سيدي - مدير- اركيز انفو