دورة الخطط والمصائب " توجنين مرة أخرى.! محمد ولد سيدي

جمعة, 06/18/2021 - 10:39

عند كل فاجعة، تحدث صدمة، مزلزلة، فيتحدثون عن خطة ليكوانية، ، وبعد أيام، أو سويعات، تعيد الصدمة، كرتها، جريمة قتل، هنا، أو اغتصاب، في بطن العاصمة، وأطراف،أطرافها، فتعاد الكرة تارة أخرى، " بأوامر عليا"، خطة أمنية،غير مسبوقة، يسبقها، عويل، وصراخ، وركوب موجات، ومظاهرات، ووقفات، غالبا ما يكون قادتها، من المشاهير، خطة أمنية قريبة، ومتوسطة، وبعيدة المدى، نسخت سابقاتها من الخطط الأمنياتية، يتساءل بعضهم، لماذا تتكرر مثل هذه الجرائم في ظل انتشار واسع لكل أصناف قوات الأمن؟
المجرمون من أي صنف، شيوخ، شباب، رجال،ولماذا من أصحاب السوابق على الأغلب؟
الحقيقة أن أغلب المنحرفين من فئة الشباب، وهذا هو الأخطر، وأمة يغلب عليها الشباب، أمة تعاني من اختلالات جمة،والشباب طاقة خلاقة، إذا وجهت التوجيه الصحيح، ووجدت أرضية مناسبة لإبراز قوتها، وإبداعاتها، عن طريق البرامج التنموية الناجحة، في نفس الوقت، الشباب شحنة نارية ،تتوهج، إذا ثارت، فإنها تحرق كل شيء، وهنا جاء حديثه صل الله عليه وسلم:
(الخير كله في الشباب، والشر كله في الشباب )
لماذا، ولماذا نعود الى المربعات الأول خلال أيام، أو عقد، أو سنوات؟
،لاشك أن مكامن الخلل، وقف على مواضعها، ولم يبق إلا العلاج المناسب، يذكرنا عدم الإستفادة من طاقة شبابنا، بعدم استفادة بلدان الصحراء الكبرى من الطاقة الشمسية ،فإذا ما استغلت الحرارة المرتفعة الإستغلال الأمثل فإنه يمكن أن تستغني عن طاقة الديزيل الكثيرة التكاليف ،وبالتالي ستحل مشاكل الطاقة في كل شبر من أوطانها، كذلك الشباب طاقة مهدورة، وعدم استغلال هذه الطاقات، سيزيد من المعضلات أكثر، وبالتالي فإن شابا واحدا، منحرفا يمكن أن يعدي عشرات الشباب المحافظين، بسبب البطالة، والفراغ...
حلول:
الحلول فوقية، بإمتياز، أي أن السلطة وحدها هي القادرة على احداث نقلة نوعية في البناء الإجتماعي، ولا يمكن احداث طفرة إجتماعية، والإتيان بأدوات علاجية ناجحة، دون إستراتيجية إقتصادية متعددة الخطوات، سريعة المعطى ، تتمثل في:
1- تكثيف المشاريع المدرة للدخل
2- تطوير قطاع الخدمات
3- بناء الكثير من المنشآت ذات الصلة بحياة الشباب، كالمركبات الرياضية، والأحياء السكنية، و أسواق السوبر ماركيتات في جميع عواصم الولايات
4- الإستثمار في السياحة، وبناء المنتجعات في المدن، والمناطق الجغرافية، الجذابة.
5- مراجعة وضعية السجون، وتطويرها، وجعلها أكثر ملاءمة للحياة الكريمة
6- تكوين لجنة، متعددة الإختصاص، لإعادة، وتأهيل المنحرفين ودمجهم في الحياة وذلك عن طريق، بناء أكاديمية خاصة، لتدريس المنحرفين، يشرف عليها، خبراء في علم النفس، ومرشدون إجتماعيون، وفقهاء، و مهنيون ،بالتعاون مع قوات أمنية، فإذا ما وجه هؤلاء الى الزراعة، والتنقيب، والصيد البحري، ومكافحة التصحر، فإن حياتهم ستتحول من جحيم الى نعيم، أما إذا سرنا والحالة هذه، مجتمع ينهكه الفقر، وجشع التجار، والقبلية، والخطاب المتطرف، والتهميش، والفساد الإداري، وتردي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية ،وانتشار المخدرات، والمتاجرة بالأدوية المزورة، والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية، و إدارة، تخلف نفسها، من حين لآخر،و أمة، تعيش من خارج، حدودها، فإن المعاناة، لما تتلاشى،بل ستزداد أكثر، ويزداد الصراخ معها.
هذه هي أوضاعنا،اليوم، وأمس، إعادة الكرة، خطة أمنية، بعد كل حادثة صادمة، وضياع مستشري للطاقات الشبابية، وغدا إذا لم نأت ببدائل لإعادة تدوير الخطط، والكلام المعسول،فإن الأوجاع، ستتناسل أكثر، وتتعدد أكثر، وتتنوع .
أخطر ما يواجهه المجتمع، التسييس، وشيطنة البعض للبعض، والتراشق بالكلام النابي، الفئواتي، والخطاب الشعبوي، وأعتقد أنهم نجحوا في الإلهاء، وعاشوا حياة البذخ، واضجعوا غير آبهين بالحصاد المر ، ولكن، بعد الغليان، تبلغ القلوب الحناجر، ويسيطر الخوف، والقلق، إن مفاتيح الطمأنينة، والإرتياح، والسعادة لم تجدها نخبتنا بعد، رغم أن خريطتنا، تحتوي على كل مفاتيح السعادة، المناجم والغاز والبترول والشواطئ الغنية والأراضي الصالحة للزراعة...
لقد أبدعنا ،أبدعنا،ومازلنا ننتظر الإبداع في محاربة الجرائم، والفساد، والغبن، الذي نحن اليوم نجني ثماره، ونعجز عن لملمة جراحنا الخائرة في وقت تسمح فيه الصين، بإنجاب الإبن الثالث للأسرة وذلك بعد نجاح الخطط الخماسية الرابعة عشر من 1953الى سنة 2020 فحولتها من أكبر دولة فقيرة، الى ثاني أكبر قوة إقتصادية عالمية،الصين وما أدريك ما الصين، الشييوعية،مليار ونصف، ولكن، إذا اختلس فيهم الوضيع والنبيل ،نفذا فيهم العقوبة الرادعة، وهو ما جعلها الأقوى عالميا، وقد تجلى ذلك عند ظهور جائحة كورونا،فكل الدول تستغيث بالصين، سواء من ناحية إستيراد الكمامات، أو الأدوات الطبية،،،،
الشباب،ربيع الأمم، وزهرتها، وطاقة خلاقة، تتفجر عند عنفوانها "إيجابيا "إذا وجدت الإعداد، والتجهيز، والتمكين،،،،
اللهم إننا سلمنا إليك أمرنا..