لا تظلموا القارة السمراء- محمد ولد سيدي

ثلاثاء, 05/25/2021 - 12:43

لا تظلموا القارة السمراء، فالتعميم، ينم عن جهل، توجد بلدان في القارة السمراء، تسير سير البلدان المتقدمة، رغم قلة الثروات، دون وجود لديمقراطية موبوءة،ولكن، مع وجود إرادة وحكامة جيدة.
في إفريقيا، المشكلة في القادة، وليس في الشعوب، فالقارة من أغنى القارات، وأجملها من حيث التضاريس والمناخ والتنوع البيولوجي.
القارة الآسيوية، لملمت جراحها، ونافست مستعمراتها، حتى أصبحت بعض بلدانها من أقوى الإقتصاديات العالمية، والمتخلف منها أكثر ذلك الجزء الذي ننتمي إليه هوية ،الدول العربية، حيث القبلية والغبن والإقصاء والتهميش، والحروب الأهلية، والإنقلابات، والحصارات، وغلق الحدود بين الجيران في المشرق، كما في بلدان المغرب الكبير.
لا تعاني إفريقيا من التخلف والجهل و القبلية،فحسب، فهذه أمراض قابلة للتجاوز، فقد تخطتها دول، أو حدت منها، وبلغت مرحلة من التقدم في وقت قياسي، كالحالة الرواندية التي يعرفها العالم ككل.
مشكلة إفريقيا في مرض واحد، فتاك، أكثر فتكاً من بقية الفيروسات، والامراض الخبيثة، مشكلة إفريقيا، تكمن في الفساد الإداري، والفساد الإداري، يتغلغل في الأنظمة التسلطية، بشكل ممنهج، وعميق، فأنى كان النظام الحاكم، يمتلك الكاريزما اللازمة، والإرادة، فإنه سيتغلب أكثر على تجاوز كل المعضلات، مهما كانت التحديات، وهنا يأتي الإستثمار في العقول، وبناء الإنسان المواطن، النقي، الخالي، من الأوباش، ويصبح الولاء للدولة أكثر من الولاء، للقبلية، والجهة، والجنس، والقرابة، وهذه الإختلالات هي مربط الفرس في بلاد تمتلك كل عوامل الثراء، الثروات المعدنية ،والأراضي الصالحة للزراعة، والشواطئ الغنية، وقلة السكان، فضلا عن الدين الإسلامي الجامع، وحين يدخل الدين تذوب الفوارق الإجتماعية،فالسارق لايحكم عليه باسم الدين، وحبذا لو طبقت القوانين النابعة من الدين، حتى يستوي سارق الهاتف، مع سارق المليارات، أو حتى على الأقل يحفظ الموجود، وينعكس على الشعب الذي يعتمد على الخارج في كل شيء، في الغذاء والدواء وباقي الكماليات الأخرى.
عند ما تعكس النخبة، مطالبها، وتصدق مع ذاتها، تتحق الأهداف الكبرى، فالجيوش في شبه القارة الهندية، وفي دول أمريكا اللاتينية، أصبحت حامية للمكتسبات الشعبية، أكثر من معيق لها، في اندونيسيا، وماليزيا، والبرازيل والأرجنتين .
للأسف الشديد، النخبة، في هذا الحيز، جزء من المشكل، أو هي المشكلة بكل ما في الكلمة من معنى.