تعطل مقاربات الإصلاح الأسباب والعلاجات " قراءة لمقال ولد دحان "

أحد, 05/23/2021 - 13:47

كتب المهاجر محمد ولد الدحان مقالا بعنوان: أفيقوا يا أبناء القبائل،تقيأ فيه كثير من الأمراض في المجتمع الموريتاني ،ورغم أنني أمقت الشرائحية، الى حد التقيئ أيضا، فإنني أرى أن المناضل التكتلي الثائر على الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية، في العشرية، وعضو حراك، ماني شاري غزوال، علماً،يحمل فكرا توعويا بعيدا كل البعد عن الرجعية، نختلف مع الكاتب ولد الدحان في أشياء، ونتفق معه في أشياء أخرى، جملة واحدة استوقفتني في مقاله الناري:
إن منظومتنا التربوية،الفاشلة، الفاسدة، هي سبب المآسي التي نعيش الآن لذا يجب أن نطالب ونضغط من أجل أن نقضي على هذه المنظومة التي أنتجت شعبين...
في ختام حوار بقناة الساحل خلال السباق الى الرئاسيات الماضية اختتمت مداخلتي، بالقول:
العدالة فوقية، وفاقد الشيء لا يعطيه، عطفا على قول أحد الضيوف الذي عزف كثيرا على أنغام المدرسة الجمهورية،فالذين لايدرسون أبناءهم مع أبناء الطبقات الهشة، ولا يدخلون مدارسهم، ولا يتعالجون، في مستشفياتهم، لايمكن أن يحققوا المعجزات، فالمدرسة الجمهورية هي التي أنجبت إدارة متميزة، بكفاءات عالية ...
المنظومة التي أنتجت شعبين، من شعب واحد، هي ذاتها التي عجزت في أول وهلة أن تبلور برنامجا تربويا قادرا على حل المشاكل الجوهرية في قطاع التعليم، فقد وقع انفصال التعليم القاعدي والتعليم الثانوي والمهني، ولكنهم ،عادوا للإندماج، كما في العهود السالفة، وسط نقص في الكادر البشري، والمراجع، وتدني البنية التحتية أحيانا أخرى، هذا فضلا عن الإضرابات و تسريب الإمتحانات و ندرة المراجع ناهيك عن تباطؤ برنامج المنصة الألكترونية في وقت أوشكت السنة الثانية من المدرسة الجمهورية وبرنامج تعهداتي أن ينتهيا.
ننتهي بهذا القدر من التعقيب على مقال ولد الدحان، ونعود الى الإستشكال:
تعطل مقاربات الإصلاح الأسباب والعلاجات..
برنامج الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تعهداتي، لو طبق بحذافره، لتعززت، اللحمة الإجتماعية أكثر ،وذاب الخطاب الفئواتي، وتقاربت الطبقات العمالية، وقلت الهشاشة الإجتماعية، هذا البرنامج الرائع استوقفتني منه حلقة هي لب البرنامج تتمثل في:
المندوبية العامة للتضامن ومكافحة الإقصاء والتهميش، تآزر...
هذا العنوان يدل من بين مايدل على وجود اختلالات جد خطيرة في المجتمع الواحد، مكافحة " الإقصاء " ،ليش يوجد إقصاء، وليش يوجد " تهميش،للبعض،داخل الأسرة الكبيرة، أعني، المجتمع الواحد، بالأمس، ولا أعتقد أن قطيعة مع المسلكيات المخلة،في النظام السياسوي، قد حدثت على الصعيد المجتمعي، خاصة في الجانب السوسيو إقتصادي وإجتماعي، والتسييري، و التوجيهي، اللهم في التعاطي مع القوى السياسية...
الذين يتكلمون عن منابع الثروة، والمناصب السامية، حق لهم في ذلك،، ولايوجد علاج للإختلالات المجتمعاتية، إلا بتعليم جيد، إصلاح التعليم، يترتب عليه إصلاح بقية القطاعات الأخرى، ومالم يتم التغلب على تلك المعوقات، فإن النجاح ، والتقدم العلمي، لا بد لهما من نواة صلبة ،جهازا وإدارة وتطبيقا،ألم يتحدثوا عن وهن ناجم عن الجهاز الإداري، أدى الى ضعف الأداء، وتباطؤ في سير برنامج تعهداتي؟
إذن القول بمكافحة التهميش، يعني من بين مايعني، عن تباينات مجتمعية ، وهذا هو محض الإعتراف بوجود خلل بنيوياتي، عميق، يتطلب حلولاً سريعة المعطى،الحلول اللازمة، للرفع من مستوى التقارب بين الفئات الإجتماعية والطبقات العمالية، حصن للعباد والعباد، من الزلات، والخراب، والصراعات المسلحة.
يجب أن لا نبالغ كثيرا ،في انجازات ولد الشيخ الغزواني، فالمحصلة بعد مايربو على سنتين، غير مشجعة، رغم حجم المشاريع، المقررة في برنامج تعهداتي، ورغم مداخيل، الخزانة،العامة،من العملات،الصعبة،وعائدات المعادن،والصيد،فضلا،المحاصيل، الضريبية، فلا القدرة الشرائية للمواطن، تحسنت، ولا الأسعار انخفضت، والعمال يعانون من تدني الأجور وسط تصاعد وتيرة الأسعار بشكل صاروخي بما في ذلك الألبان المحلية، واللحوم الحمراء التي لم تستورد من الخارج، ومزارعو الضفة يدقون ناقوس الخطر بسبب ضعف الحاصدات للمرة الثانية على التوالي.
من يدعم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي اتخذ من الإنفتاح والتشاور مع القوى السياسية بكل ألوانها، ومشاربها الفكرية، واللوناتية، يجب أن يخلص في تبيان الأخطاء التي يجب أن لا يكون لهاصدى في الخمسية ،خمسية الوفاق ومحاربة الفساد، والإقصاء والتهميش، وعليه فإن التغلب على التحديات، الجمة، يستوجب التقدم في محاربة الفساد، ولايمكن لأي دولة أن تحقق معجزات ،ويعيش شعبها، في رفاهية، وتقدم، دون اتخاذ سياسة حكيمة وشجاعة وناجعة في محاربة الفساد، فهل من المقبول أن يسوق للعالم بأسره، والوطن على وجه الخصوص، جرد لائحة بالمئات من المفسدين خلال العشرية المنصرمة، دمروا إقتصاد دولة،واستحوذوا،على خيرات،شعب،وفي نفس الوقت،تختزل المئات هذه في ثلاثة عشر شخصا، حكمت عليهم المحاكم، في نفس الوقت، يعاد تدوير البعض، والبعض الآخر يكلف بمهام حزبية سبق أن قال رئيس حزب الأتحاد من الجمهورية في إفطار أنهم محرجون من وجود بعض المفسدين في مناصب قيادية...
إن الإنفتاح على القوى السياسية، يجب أن لا يكون بضاعة تسويقية، للتغطية على الفساد واستخدام النفوذ وتبديد المال ومتابعة النهج القديم، فوجود مواد من الديمقراطية، لايعني، تحصين البلاد من القلاقل والفوضى ،خاصة أن المجتمع متعدد الأعراق، متباين في مستويات، شتى، فماذا أحرق ليبيا والعراق والسودان واليمن ومالي وبوركينا فاسو واتشاد غير الأحكام التسلطية الفاسدة القائمة على فلسفات التمكين للمحيط والمشاييخ والقبائل والمحاصصة...
محمد ولد سيدي مدير وكالة اركيز انفو الإخبارية