الحراطين ..التعدد المزدوج و المكاسب الضئيلة!

اثنين, 04/24/2017 - 14:00

تطل علينا الذكرى الرابعة لميثاق لحراطين ، ميثاق مكون أو جزء من جزء -البيظان - أو جزء من كل - مجتمع بعض منه في نعيم وبعضه الآخر يعاني من أبشع ويلات الظلم و القهر و التهميش ...
ورغم مرور أربع سنوات على مؤتمر التأسيس فإن الأحلام لم تحقق والأوضاع مازالت كما هي رغم تعدد وسائل العلاج سواء من الجانب الحكومي أو المجتمعي .
1- التعدد المزدوج 
هناك تعدد مزدوج له سلبيات أكثر من إيجابياته تقع فيه شريحة "لحراطين " هذا التعدد السلبي يتمثل في زيادة الولادات ومن البديهي أن يرتفع فقلة الإنتاج والأشغال والأعمال المدرة للدخل تؤدي إلى الحضور الدائم وبالتالي تعويض الغياب وأساليب مصادر الدخل بالإستمرار في زيادة السكان هذا فضلا عن غياب ثقافة تنظيم الحد من النسل .
أما التعدد الإيجابي فيتمثل في ظهور عدة تنظيمات سياسية تحمل هموم ومعاناة المواطنين عموما ومسمى شريحة لحراطين خصوصا هذه التنظيمات يربطها منحى فكريا واحدا وإن أختلفت التسميات فإن الهدف واحد هو الحصول على الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لشريحة لحراطين وتشترك منظمات : الحر و حزب العمل من أجل التغيير و إيرا والميثاق في نفس الأهداف على الرغم من الإختلافات و الإختلالات التي يتميز بها كل مسمى من هذه التنظيمات السياسية .
2 - الدولة .. والمكاسب الضئيلة 
أدت الظروف الدولية والضغوط الداخلية وانتشار الوعي والهجرة نحو المدن ووجود فسحة من الحرية إلى تبني الدولة لسياسة انفتاح وخلق برامج ومشاريع لصالح الفئات الأكثر هشاشة داخل المجتمع الريفي والنهوض به ومن أهم هذه البرامج الإنمائية :
- محاربة الأمية على الرغم من الحد منها نسبيا في الأوساط الإجتماعية فإن الساسة والنخبة من المتعلمين هم الأكثر ضحية لمرض الأمية الثقافية إذ قلما يجد الفقراء إلا النصيب القليل من المساعدات الإنسانية التي توجه لهم .
- وكالة التضامن و مكافحة الفقر 
الوكالات والبرامج المتعددة لاتحصى ولا تعد كأدوات مهمة للحد من معاناة المواطنين في المدن الداخلية والوسط القروي من ول الطايع إلى عزيز بيد أن هذه البرامج والوكالات لم تحقق النجاح المطلوب البتة لهذه الشريحة قد يكون بناء سدود و خلق تجمعات سكانية ومحاربة التقري الفوضوي وتشييد طرق والحصول على الكهرباء والمياه وشبكات الاتصال عوامل مهمة في مثلث الفقر وبعض الأماكن الأخرى من الوطن لكننا لاننسى أنه في مثلث الأمل اليوم مقاطعة مختصة في تصدير خدام المنازل إلى العاصمة نواكشوط و باقي المدن الأخرى والسبب أن تلك السياسات لم تؤتي أكلها إذ يعتبر معدل حملة الشهادات في تلك الأوساط 1 / 1000 % .
- الدفعة اليتيمة ..والتمييز الإيجابي .
تعد دفعة 50 إماما من شريحة لحراطين سابقة من نوعها في بلاد بنت سياساتها على ظلم لأجزاء من شعبها وإذاكانت هذه الخطوة جبارة وتؤكد حقيقة ظلت قائمة فإن نظرية الأعتراف بالغبن والتوبة من الذنب فإن الرئيس محمد ول عبد العزيز سرعان ما توقف عن هذا السلوك الوظيفي والإنساني والوصفات العلاجية لمجتمع طالما عانا ومازال يعاني جزء كبير منه من ظلم تاريخي خطير فما هو السبب الذي جعل الرئيس يتوانى عن التراجع عن مثل هذه الخطوات الإيجابية عليه أولا وعلى المجتمع ثانيا ؟ نتمنى أن تعود !
- غياب سياسة سوسيو اجتماعية ناجعة .
أدى فشل السياسة السوسيو اجتماعية إلى اتساع الهوة بين الطبقات الإجتماعية وهو ماجعل المجتمع بحكم الواقع اليوم ينقسم إلى طبقتين اثنتين هما الطبقة البرجوازية والطبقة الفقيرة بينما تراجعت الطبقة الوسطى التي كانت ممثلة في التجار الصغار و العمال .
.....
لم تعد ذكرى مسيرة الميثاق الرابعة إلا صرخة في واد وأداة للإستهلاك السياسي والإعلامي فالميثاق شأنه شأن باقي حركات لحراطين لم يأتي بجديد وهو حوصلة تراكمات من النضالات وصنع " خصيصا " لتدمير " ايرا " ولكن نقول لكل "فزاع " أن الفكر لايموت ! فكل الحركات الفكرية والمذهبية والصوفية في مختلف العصور والازمان ظلت قائمة لم تستئصل ولم تموت بل مات روادها وحمل أحفادهم من المؤمنين بأفكارهم تلك الشموع وطورواها إلى أبعد الحدود ...
إن الميثاق لم يغير من خط النضال وعلى المشرفين عليه أن يعملوا أن الحرية تنتزع ولاتهدى وعلى الحكومة كذلك أن تعي أن الإسترقاق التقليدي لم يكن هو المشكلة حتى و إن أصدرت مئات القوانين والمواثيق المحرمة للإسترقاق فيكفي من الإسترقاق الحديث تهميش حاملي الشهادات العليا من لحراطين و الحد من تواجدهم في المناصب السيادية وغياب الترقية ففي هذا الأوان نرى مصالح إدارية خالية من لحراطين ناهيك عن الحرمان من التمثيل الدبلوماسي في أماكن مهمة من دول العالم كالخليج مثلا .
الميثاق مجرد حلقة من حلقات مسلسل النضال الذي لاينتهي .... واختيار بيرام من ضمن 100 شخصية مؤثرة عالميا نكسة لكل المتاجرين بمشروع أمة تريد أن تكون !