لقد أخفتم العالم، وبعثتم الأمل- محمد ولد سيدي

سبت, 03/13/2021 - 00:11

لقد أخفتم العالم، بالفساد في هرم السلطة، و بعثتم الأمل في نفوس الشعب المفقر،حبذا لو تم العمل، بمقتضى عفا الله عن ما سلف، لتبقى المنهوبات مخفية عن الراغبين في الإستثمار في بلاد الثروات، ومن ثم الحكم بقبضة من حديد للحفاظ على الموجود.
نحن في عالم ملتهب، بركان، يتصاعد في شبه المنطقة ونحن الرقعة الهادئة فلا تشعلوها،حراك جزائري يظهر حينا، ويخبو حينا آخر، من التسعينات، الى يومنا هذا،ثم اللا استقرار في الساحل، وليبيا والسودان، وأخيرا الحراك السنغالي، كل هذه الحراكات من أجل ترسيخ سلطة الشعب، والحد من النظم الشمولية التي دمرت البلدان،ولن نبقى في منئاى من المناخ المناطقي، شئنا أم أبينا...
لذا، على نخبتنا أن تدرك أن العالم لم يعد، كما كان،والشعوب لما تقبل بعد بالحيل الكلاسيكية...
موريتانيا مجتمع، رخو، جاذب، لكل أنواع المآسي، ولا توجد مأساة، أشد من مأساة المحسوبية، والغبن، والتفاوت الطبقي، وعليه يجب على نظام ولد الشيخ الغزواني، أن يعيد النظر مرتين، فبحكم الواقع المعاش، وبطش الكتيبة 13 من أصل 243شخصا، فإن الشعب يسجنه الفقر المدقع والتعلق بالآخر، والسبب هو الجرأة على المال العام دون خشية أو خوف من حسيب ولا رقيب،وعليه، فإنه لا مناص من سجن الأقوياء، ليذوقوا مرارة الظلم،والحرمان، فالسجن بقعة نتنة في حياة الإنسان،وهو وسيلة لردع أصحاب الميول الشاذة، كما أنه أداة للتجبر والظلم والطغيان لدى السلاطين في مختلف الحضارات عبر، التاريخ،وهو وسيلة لفرض الذات ،وبسط النفوذ بالقوة، على الرعية.
سجن العوام مسألة عادية، بيدأن سجن رئيس يحمل أكثر من دلالة،وكل سكان الكون، يصابون بالصدمة، لأن الأمر ليس بالأمر السهل،سواء كان- الرئيس- المسجون حاكما،مثل رئيسة كوريا الجنوبية سنة 2017، أو محكوما، مثل الرئيس البرازيلي السابق لولا ديسيلفا ، و رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال.
إن توقيف الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز بتهمة الفساد ليحمل أكثر من دلالة، ولو كان التوقيف ،ملهاة،أو مسرحية، كما يرى الشكاك، فإننا لا نقول بتلك القراءة، بل نراها نية لإصلاح جدي، ومثمر ما لم يسلم منه، سارق البيضة، ومختلس المليارديرات،يقول الكاتب الهيبة ولد الشيخ سيداتي:
حول ملف العشرية (2)
مهما حصل من نواقص وقيل عن ضعف الإجراء، تبقى إحالة رئيس سابق، وعدد من الوزراء للقضاء، ومتابعتهم بسبب الفساد أمرا مهما، ودرسا تخويفيا بليغا، للمسيرين الحاليين والوسطاء والنافذين.
لا نتفق مع الأخ الهيبة فيما ذهب إليه درسا تخويفيا...الدروس لا تكون إلا بالردع، وإقامة الحدود،وهذا ما اقتضته الحكمة الإلهية، أي مجتمع لايمكن أن يبنى بالإستجداء، وحسن النوايا، لابد من معاقبة المخالفين، الخارجين عن جادة الطريق، والعقوبة وضعت للإستقامة، والتساهل مع تطبيقها، يخرج عن السيطرة، فسارق الدرهم، وسارق الجمل، لافرق بينهما في حدود الله، لايوجد إختلاس مهذب، وآخر أحرش، فالجريمة والمخالفة تبقيان سلوك شاذ، مناف للمثل والقيم السماوية والإنسانية.
لقد علمتنا مدرسة الحياة، أن الدول تتقدم، بالحفاظ على الأملاك العامة، وتتأخر الدول، وتتهاوى، بتساهل قادتها بالعبث بها.
واحد وأربعون مليارا نقطة في مياه المحيط الأطلسي، و عبارة " تجميد "يتحفظ، عليها الفقراء، ،و يتعطشون، أن تستبدل بعبارة"مصادرة " من رئيس الفقراء،فلا يعرف الفقراء، ملياديرا فقيرا، فمن أين لهم هذه الأموال في فترة وجيزة من حكم رئيس الفقراء؟